مازن علي
كثيراً ما أذهب لتعزية صديق بوالده أو والدته في دار المتوفى نفسه فأستغرب من رؤية حال البيت فالدهان قديم جداً والفرش قديم وقد تجد بعض زجاج النوافذ مكسور وبلاط الأرضيات بحالة سيئة رغم أن البيت قد يكون في أحد أحياء المدينة الراقيةوالعائلة غنية ولكن كبر الوالدين بالسن وبعد الأولاد عنهم وعدم اهتمامهم بهم يفعل بهم العجائب
قرأت مداخلة رائعة في هذا الموضوع حيث قال الكاتب :عندما يتسع رزقك اشتر لوالدتك فرشة حديثة جميلة تريَّح جانبها الكريم عليها وتعهَّد ملابسها البيتية والخارجية وحذاءها الشريف ، راقب بطانيتها و سجادتها، وأصلِّح خزانتها و سريرها وجهازها ، ولو توسع رزقك أكثر ؛ أجبر خاطرك بخاطرها بشيء من ذهب .
وأتحف والدك الجليل بنظارة جديدة ، وكل فترة اشتري له أشياء يحبها ، وركز على الأمور التي يحبها أكثر والأمور التي قد يخجل من أن يطلبها أما دواؤُه فأولى من الماء الذي تشرب.
إياك أن تتصور أنهم شبعوا من الحياة وأكلوا كل شيء، وشربوا كل شيء، وإنك أولى بالحياة منهم.هم أولى بكل جميل وجديد في الحياة، أصلًا هم الحياة، وإذا أردت أن تتأكد فاسأل الذين فقدوهم.
صدِّقني؛ والداك أولى من أحببتَ وبررتَ ووصلتَ من العالمين؛ لا تعطهما نفسك وقلبك وجَهدك ووقتك، بل أنفق عليهما من أنفس مالك ؛ لله ولرسوله ثم لهما ولنفسك.
لم يزل يبكي أحدهم بكاءً مريرًا، يقول لي: خرج أبي من الدنيا ولم يشبع من أكلة كان يحبها جدًّا وماكان يطلبها، وانا لم أكن بخيلاً عليه أبدا، لكنني كنت مشغولاً عنه بشؤوني الحياتية.
أغلى نصيحة لي ولك “أحسنُ إحسانك إلى والديك حين لا يحسنون”، أعظم إحسان لوالديك في كبرهم تجاوزك عن أخطائهم؛ و كأنها لم تحصل، وداريهم بكل حب واحتراماحفظ والديك بلطفك وعطفك قبل أن تفارقَهم
(سيرياهوم نيوز٢٤-١-٢٠٢٢)