آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » كيف ينظرون في إسرائيل إلى المواجهة مع إيران؟

كيف ينظرون في إسرائيل إلى المواجهة مع إيران؟

 

 

يبدو أن إسرائيل لا تزال أسيرة هاجس القدرة الإيرانية، وهو ما دفع وسائل إعلامها وكبار محلّليها إلى الإكثار من الحديث عن «الخطر الإيراني» في الآونة الأخيرة. غير أن الضجيج القائم حالياً يرتبط، إلى حدّ كبير، بالزيارة المرتقبة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ولقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 29 كانون الأول الجاري، فيما تسرّبت في هذا السياق معلومات تفيد بطرح بند أساسي على جدول الأعمال، عنوانه: «توجيه ضربة جديدة إلى إيران».

 

وفي ما نُشر داخل كيان العدو، يبرز نص لافت كتبه الرئيس السابق لـ«شعبة الاستخبارات العسكرية» (أمان)، اللواء احتياط تامير هايمان، الذي يعمل حالياً في «معهد دراسات الأمن القومي». إذ تناول هايمان الملف الإيراني من زوايا متعددة، مستهلاً مقاله بالقول إن «إيران تعيد بناء أركان أمنها الثلاثة، لكن أحدها يثير قلقاً حقيقياً لدى إسرائيل، ما يدفع لأن تبادر إسرائيل إلى توجيه ضربة استباقية للأخطار كلما اتّضح أن مسار تطورها قد يفضي إلى تهديد خطير». وأضاف أن «ما تقوم به إسرائيل في لبنان وفي غزة، يبدو مطروحاً للنقاش، وأن إسرائيل تنوي تطبيقها أيضاً تجاه إيران، التي تعمل على إعادة تأهيل الركائز الثلاثة الأساسية للأمن القومي الإيراني»، محدداً هذه الركائر على النحو الآتي:

 

أولاً: المشروع النووي

يقول هايمان إنه حتى الآن، «لا يظهر ترميم جوهري للمشروع النووي (مع وجود بناء لموقع جديد)»، ولكنه «لا ينبغي أن نخدع أنفسنا، فإيران لم تتخلَّ عن المشروع. لكن وتيرة إعادة بنائه بطيئة، ويبدو أن الإيرانيين لا يرغبون في استفزاز الولايات المتحدة علناً. وإذا جرى ترميمه، فسيكون على الأرجح بصورة سرّية».

 

ثانياً: ساحة الوكلاء

يرى هايمان أن الجهد الإيراني الأساسي يركّز على «حزب الله»، لافتاً إلى أن «إيران تدفع مبالغ طائلة للحفاظ على قوة التنظيم». كما أن «وتيرة إعادة تأهيل حزب الله أعلى من وتيرة استنزافه إسرائيلياً، وهو ما يرفع احتمال الدخول في جولة قتال جديدة على الجبهة اللبنانية».

 

ثالثاً: الصواريخ الباليستية

يصف هايمان هذا البند بأنه يشهد «التغيير الدراماتيكي الأكبر»؛ إذ ينقسم، بحسبه، إلى «ثلاثة مكوّنات: منصّات إطلاق متحركة، مواقع إطلاق محصّنة، ومنظومة إنتاج الصواريخ». ويركّز هايمان على هذا المحور قائلاً إن «وتيرة التعافي تبدو الأعلى، ولا سيما في مجال إنتاج صواريخ جديدة، حيث توفّر الصين لإيران المواد الخام والتكنولوجيا اللازمة». لكنه يلفت إلى أن «وتيرة التعافي» في مجال المنصّات المتحركة «أبطأ»، إذ لا تزال إيران تمتلك «نحو 75% من منصّات الإطلاق التي كانت بحوزتها قبل حرب الأيام الاثني عشر». كما أن إنتاج منصّة إطلاق متحركة جديدة هي «عملية معقّدة، وقد أدرك الإيرانيون، بعد الحرب، أن إسرائيل تعرف جيداً كيفية التعامل معها».

أما في ما يتعلّق بمواقع الإطلاق المحصّنة، فيرجّح هايمان أنها تشكّل حالياً «المجال المركزي» للجهد الإيراني، في ظل إدراك طهران للقيود المفروضة على الذخائر الإسرائيلية – الأميركية، وسعيها إلى بناء تحصينات تعتقد أنها أكثر صلابة. لكنه يضيف: «لحسن الحظ، لدى إسرائيل مفاجآت لم تُكشف بعد، ومن المرجّح أن إيران لا تعرف كيف تحصّن نفسها في مواجهتها».

 

تريد إسرائيل إقناع مأيركا بأن تعيد فتح ملف ايران، وأن تكون شريكة في حرب تصل إلى حد اسقاط النظام وليس ضرب القدرات فقط

 

كلفة المواجهة مع إيران

وعن إمكانية تطبيق النموذج الإسرائيلي في غزة ولبنان على الساحة الإيرانية، يتساءل هايمان عن «جدوى هذا الخيار طالما لم يتم إسقاط النظام» الإيراني، معتبراً أن بقاء هذا الأخير قائماً يعني استمرار عمليات «إعادة الترميم». ويشدّد على أن كلفة العمل العسكري في إيران، على غرار غزة، مرتفعة جداً، ولا سيما أن منظومة الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك إطلاق عشرات صواريخ الاعتراض من منظومة «حيتس-3»، تُعدّ مكلفة وتنطوي دائماً على خطر بلوغ «الخط الأحمر». ويضيف أن أي صاروخ إيراني ينجح في اختراق منظومة الدفاع من شأنه أن يتسبّب بـ«أضرار تفوق، بعشرات المرات، أضرار صواريخ حزب الله أو حماس».

 

الموقف الأميركي

ينتقل هايمان إلى «العنصر الأهم» في النقاش الحالي، أي الموقف الأميركي. ويقول إن واشنطن «أغلقت ملف الحرب مع إيران، لكن هذا القرار ليس نهائياً»، لافتاً إلى أنه «من وجهة نظر الولايات المتحدة، الوضع أكثر تعقيداً»؛ إذ «أثبت الرئيس دونالد ترامب، في اليوم الأخير من الحرب مع إيران، أن ما يهمّه هو تدمير المشروع النووي الإيراني، وهذا أمر أُنجز من وجهة نظره. وهو غير مهتم بإسقاط النظام».

ويشير هايمان إلى أن الاطلاع على وثيقة «مفهوم الأمن القومي الأميركي» يُظهر أن الملف الإيراني «مغلق» بالنسبة لواشنطن، إلا أن التجارب السابقة أثبتت «حجم التأثير الإسرائيلي على البيت الأبيض». ويضيف: «لم يكن أحد يتوقع مشاركة الولايات المتحدة في ضرب المواقع النووية إلى جانب إسرائيل، ولهذا تكتسب المحادثات التي ستُجرى نهاية الشهر في الولايات المتحدة أهمية بالغة (لقاء نتيناهو مع ترامب) وعلينا انتظار نتائجها».

 

«الضربة الوقائية»

يعتبر هايمان أن «وتيرة إعادة التأهيل في إيران ليست مفاجئة، لكن لا يزال هناك وقت. وما زال بوسعنا اختيار توقيت الضربة. وعملية إعادة البناء تحصل في جميع أركان الأمن القومي الإيراني». ويضيف أن «الهجوم على إيران مكلف للغاية، ويتطلّب دعماً أميركياً كاملاً ومثالياً. والأجدر بإسرائيل أن تركز على ضربة وقائية ضد إعادة بناء القدرات النووية الإيرانية، التي تشكّل تهديداً وجودياً محتملاً، وألا تنزلق إلى جولات استنزاف متكررة مع إيران. فهذا الامر لا يشبه ما يحصل في لبنان. لكن، يجب تحسين القدرات الدفاعية إلى أقصى حد ممكن».

ويختم هايمان بالقول إنه «إذا ارتكبت إيران خطأ وبادرت إلى العمل ضد إسرائيل، فيجب استغلال ذلك لشن معركة مباشرة ضد النظام الإيراني نفسه. لكن الخروج إلى عملية كهذه، يفترض أن تكون منظومة الدفاع الإسرائيلية صلبة ومحصّنة، وأن يكون هناك تنسيق كامل مع الولايات المتحدة حول إمكانية إحداث تغيير عميق في النظام الإيراني، بما يشمل أيضًا ترتيبات “اليوم التالي” للعملية».

 

الحرب مسألة وقت

من جهتها، نشرت القناة 12 العبرية تقريراً بعنوان: «إسرائيل في طريقها إلى جولة أخرى مع إيران». وذكر التقرير أن حرب «الأيام الاثني عشر» شكّلت الجولة الثالثة من الضربات العسكرية، وبدأت بهجمات استباقية على خلفية التقدّم في المشروع النووي، وانتهت بهجوم أميركي على ثلاثة مواقع نووية رئيسية.

وأشار التقرير إلى أن النقاش الحالي يتركّز على تجدد إنتاج الصواريخ الباليستية، لافتاً إلى أن إيران كانت تطمح، قبل الحرب، إلى امتلاك 20 ألف صاروخ بعيد المدى بحلول عام 2027. وخلال الحرب، أطلقت نحو 450 صاروخاً، وهو عدد أقل من المخطط له، نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية.

 

وبرغم ذلك، يرى التقرير أن الصواريخ الباليستية شكّلت، من وجهة نظر إيران، السلاح الأكثر فاعلية في المواجهة، فيما كشفت، من وجهة النظر الإسرائيلية، حجم التحدي الذي تمثّله هذه الصواريخ للقدرات الدفاعية، سواء الإسرائيلية أو الأميركية. ويضيف أن إيران، بعد ستة أشهر من الحرب، لا تزال تمتلك ترسانة من الصواريخ بعيدة المدى تكفي حتى قبل استئناف الإنتاج، ما يشكّل تحدياً كبيرًا في ظل سباق بين قدرتها على استعادة قدراتها، وقدرة الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بالمكوّنات الدفاعية وتجديدها في الوقت المناسب.

ويخلص التقرير إلى أن إيران لا تزال التهديد الأكبر لأمن إسرائيل، وأن نواياها النووية لم تتغير، على الرغم من الضربات التي تلقّاها حلفاؤها في المنطقة. ويشير التقرير إلى أن جولة مواجهة جديدة مع إيران «مسألة وقت»، مرجّحاً أن تكون الجولة المقبلة أكثر تعقيداً وتحدياً.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كوريا الشمالية: يجب وقف طموحات اليابان النووية “بأي ثمن”

  حذرت كوريا الشمالية الأحد من أن طموحات اليابان النووية “يجب منعها بأي ثمن”، وذلك في أعقاب تقارير إعلامية عن اقتراح مسؤول ياباني بأن تمتلك ...