محجوب لطفى بلهادى
عندما وضع القسّ النمساوى “مندل” أسس علم الوراثة فى القرن التاسع عشر، كان يولى اهمية خاصة لعملية التهجين عبر حبوب اللقاح بهدف انتاج سلالة جديدة من نبتة “البازلاء”.. تجارب اكدتها فيما بعد نظرية “النظرية التطورية” لعالم الطبيعة الانقليزى “شارل داروين” .. فتشكّل الملامح السياسة والاجتماعية والثقافية لشخص ما لن تشذ كثيرا عن هذا المسار التهجينى المندلى المٌعقّد.
بالتأكيد للبيئة العائلية “لأحمد الشرع”، وللكوتشينة السوداء التى لعبها “أبو محمد الجولانى” فى العراق، وللاكراهات الجيوسياسية الاقليمية والدولية التى يتوجب عليه التأقلم معها تجعل من حاكم سورية الجديد فى حالة من التنازع الهووى اليومى الحاد من شانها ان استمرت ان تٌعقّد عملية تحوّله الجينى/ الثقافى السلس عبر الية التهجين من الجهادى المتشدد “أبو محمد الجولانى” الى السياسى المعتدل “احمد الشرع” المتبنى لمفهوم الدولة المدنية العابرة للطوائف.
الى حين ان يحدث ذلك، لسائل ان يسأل كيف تّفكر الشخصية الفصامية المركبة ” الشرع/الجولانى” فى اللحظة السياسية الراهنة ؟
بالنظر للمؤشرات المتوفرة الى حد الان المتمثلة أساسا بحلّ الجيش السورى التى شئنا أم أبينا أسهمت كوادره المتوسطة والصغرى على وجه الخصوص بشكل حاسم فى بلوغ الفصائل المتشددة الى دمشق فى وقت قياسى جدير بأن يسجل فى موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية – واستبداله بالكامل بميلشيات معلومة الخلفية العقائدية وتعيين مرتزقة أجانب فى مواقع متقدمة وحساسة فى وزارة الدفاع والاستخبارات، يبدو من الواضح ان شخصية “أبو محمد الجولانى” مازلت تسيطر على الصورة التسويقية المنمقة “لاحمد الشرع” ..
فى مطلق الاحوال ، يعلم الشرع-الجولانى جيدا ان لديه خياران للحسم لا ثالث لهما :
– فإمّا أن يتابع مسيرته المتشددة بنكهة اخوانية بغاية بعث نواة أممية جهادية على مستوى منطقة الشام – حلمه الغير المعلن من خلال تأسيسه لهيئة تحرير الشام –
– أو ان يتخذ من النموذج العلماني – الاردوغانى التركي طريق الخلاص والمعمودية .. wait and see
أكاديمى تونسى متخصص فى التفكير الاستراتيجى
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم