آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » لابديل عن تطبيق القرار الدولي

لابديل عن تطبيق القرار الدولي

 

انس جوده

عذراً لكل المشاعر الصادقة عند البعض، وعذراً ممن يظن أن الكلام العاطفي يمكن أن يُفضي إلى تغيير.
في السياسة، لا مكان للمجاملات. لذلك لا بد من القول وبكل صراحة بأن الدعوات لعقد #حوار_وطني تحت مظلة هذه السلطة، هي دعوات متأخرة جداً في أحسن الأحوال. كان الأجدر إطلاقها فور بدء مسرحية الحوار السابقة، لا الانخراط فيها أو الترويج لها. فذلك الخيار تحديداً هو أحد الأسباب الجوهرية لما وصلنا إليه اليوم.

لكي يكون الحوار الوطني حقيقياً ومنتجاً، فلا بد أن يُجرى تحت إشراف سلطة انتقالية تشاركية، تمتلك كامل الصلاحيات التنفيذية لإدارة المرحلة الانتقالية. ويتم تشكيل إطار الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة، ووفق نصائحها وخبراتها، بحيث تُحدَّد مواضيع الحوار وآلياته ومرجعياته وجدوله الزمني بوضوح.

من السذاجة البالغة أن يُطلب من هذه السلطة تنظيم حوار وطني. فهي لم تلتزم حتى بإعلان نتائج “مسرحيتها” السابقة، ولم تُحاسب أحداً من مرتكبي الانتهاكات، وما زالت تُقصي غالبية السوريين عن أي مشاركة فعلية في القرار. تتعامل مع البلاد كغنيمة حرب،تدار بمنطق الإكراه، وتتحول مفاهيم السلم الأهلي عندها إلى “تشجيع الغزو”، ويتم توحيد البلاد وفقا لمنطق“الضم القسري”. سلطة لم تغيّر سوى لباسها الخارجي وواجهتها، فيما بقي جوهرها كما هو.

المطلوب اليوم، كما كان منذ اللحظة الأولى، هو تشكيل هيئة حكم انتقالي تشاركية، ولا بديل عن ذلك. هذه هي مضامين القرار الدولي 2254 وكل من انحرف عن هذا المسار، ساهم بوعي أو دون وعي في تكريس سردية “من يحرّر يقرّر”، التي جرّت البلاد إلى هذا الخراب.

العمل في الشأن العام مسؤولية جسيمة، وخاصة في اللحظات الوطنية الحرجة، فلنحاول جميعاً الارتقاء لهذه المسؤولية.
سوريا لك السلام

(اخبار سوريا الوطن ٢-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السويداء: نبضٌ وطنيٌّ في جسدٍ أنهكه الخوف من ذاته..!

    د. سلمان ريا   ليست السويداء حدثاً طارئاً في الوعي السوري، ولا رقعة جغرافية منفصلة عن وجدان الوطن، بل هي مرآةٌ صافية لما ...