د.ريم حرفوش
الشروق في حدّ ذاته ولادة ..
وأنا امرأة أحب أن أولد كل يوم من جديد ..
قد أعود لذاتي نفسها وقد أتمرد على كوني أنا ..
إن حاصرني الروتين والضجر ..
أثور حتى على الطريق إن مشيت فيه مرتين ..
في بريدي عشرات الآلاف من الرسائل والتوجيهات والنصائح ..
ومثلها من الورود والأقمار والنجوم ..
وعلى موائد الثرثرات ياسيدي انا مادة دسمة للانتقاد والاستنكار ..
لكن العين لاترى و الأذن صمّاء لاتسمع ..
لي حدود خاصة فيها ملاذي وسكينتي ..
حتى ظلي -إن لم أسمح له- يبقى خارج مملكتي ..
فهل أنت بكامل قواك العقلية لتبدأ معي لعبة الاستغماية ..
تارة تأتي وتارة تختفي ..
ومابين الزمنين وعودك لاتنتهي ..
أنا نزعت جلدي عني يوم تحسس منك دفء اللمسة ..
وغاب في عطر العناق ..
علقت مشانق لمسامه وأشعلت الحرائق حتى في دمي لأن رائحته إليك تنتمي ..
حطامي الذي تركته حين الرحيل خلفك ..
منحته لذاك المتشرد في ٱخر الحي ..
جعل منه سقفاً من ريح الشتاء الغادر مثلك ليحتمي ..
لاتراوغ ياسيدي مع امرأة تقاتل كأنها الحشد الأعظم ..
غادر مع قصائد عشقك التي قرأتها على أبواب كل من قابلت من النساء ..
فأنا أقتلع عيناً قبل أن تُبكيها ..
ونبرة صوتي لن تختلج بنوبات جنون صدى مناداتك كأنك نبي ..
لاأنوي أن يشرق علي الغد ..
وكل وحوش همسك واللمسات تطاردني حتى طيفك يسكنني ..
أنا ياسيدي امرأة خارجة من جلدها ..
أبداً لاتسير في ذات الطريق مرتين ..
سأجعلك تلهو مع الأفاعي إن تجرأت على اقتحامي ..
ارحل بهدوء ياهذا ..
ماعاد هنا شيئ إليك ينتمي ..
(موقع سيرياهوم نيوز)