آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » لاتُسخِّر نور روحك في سبيل من لا يرى وامنح نفسك القدر الذي تستحقه من السكينة

لاتُسخِّر نور روحك في سبيل من لا يرى وامنح نفسك القدر الذي تستحقه من السكينة

 

المهندس نضال رشيد بكور

ليس أثقل على الروح من أن تُسخِّر نورها في سبيل من لا يرى ، وأن تُتعب قلبك لترضي قلوباً لا تعرف الثبات. فالعلاقات ، مهما بالغنا في إتقانها ، تبقى خيوطاً رفيعة تتحرك مع كل ريحٍ تهبّ على النفوس إذ لا رابطة في الدنيا أشدُّ عُرضةً للتغيّر من رابطةٍ تقوم بين بشرٍ تتقلّب دواخلهم كل يوم.
لا أحد يمكث معك لأنك الأبهى أو الأوفى ، ولا يرحل عنك لأنك الأسوأ أو الأضعف
البشر لا يُقاس حضورهم بموازين المنطق
بل بإرادةٍ مكتوبةٍ في قلوبهم لا يدركها إلا من خلق تلك القلوب .
قد تحسن إليهم حتى تغدو أحسن مما تعرف نفسك ، وقد تتجاوز عن عثراتهم حتى تُنهك روحك ، ومع ذلك لا تراهم في ساعة احتياج ، ولا تجد صوتهم حين تظن أنك أحسنت الزراعة في أرض قلوبهم.
إن العلاقات التي تُبنى على المبالغة في العطاء ليست قوة
بل قيدٌ ذهبيٌّ يلمع في البداية ثم يصدأ مع الوقت .
فالاسترضاء ليس حباً
بل خوفٌ مُتنكّر والتمسّك المفرط ليس وفاءً
بل هروبٌ من الوحدة. وما كان خوفاً أو هروباً فلن يصمد طويلاً
لذلك لا تُحرج قلبك بمحاولاتٍ لا تنتهي ، ولا تُدِم إرهاق روحك بدورٍ لم تُخلَق لأجله .
أنت لست مسؤولاً عن بقاء أحد ، ولا مُذنباً في رحيل أحد .
من وُفّق للبقاء سيبقى حتى لو رأى جهلك وأخطائك وتقصيرك . ومن قُدّر عليه الرحيل سيرحل ولو رأى فيك من الصفاء ما يُحرك الجبال.
البشر لا يجتمعون حول الكمال
بل حول ما كُتب لهم. والقلوب لا تستجيب لأفعالنا بقدر ما تخضع لأقدارها
فاجعل مكانك في هذه الدنيا موطئ قدمٍ لا يتزلزل بقرب أحد ولا ببعده.
وامنح نفسك القدر الذي تستحقه من السكينة فالذين يليقون بك سيأتون دون استدعاء والذين لا يليقون بك سيرحلون دون إذن.
وما بين المجيء والذهاب ستبقى أنت الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تُحسن إليها دائماً
13/13/2025

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأوقاف السورية تعتمد مجموعات مستوى 5 نجوم لموسم الحج المقبل

أصدرت مديرية الحج والعمرة في وزارة الأوقاف السورية قراراً اعتمدت بموجبه مجموعات مستوى 5 نجوم في الحج السوري لموسم حج 1447هـ – 2026م. وذكرت المديرية في قرارها ...