آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » لاحرية مع الوصاية

لاحرية مع الوصاية

 

سمير حماد

الأوضاع الراهنة تشكل صدمة للتنوير، لأن الناس لا يزالون بعيدين عن استخدام عقولهم المستقلة في أمور الدين والدنيا , لما فُرض عليهم من وصاية سبّبتْ لهم قصورا فكرياً….
الوصاية ضرر وإمتهان لكرامة الإنسان، فهي لا تترك للإنسان الحرية في استعمال الفكر والعقل، بل تحاصره بالواجب الديني والأخلاقي. لأن الوصاية هدفها الإخضاع والطاعة، والذي يطيع لا يستعمل عقله، أو بالأحرى يفقد عقله، مما يبعده عن سيرورة التنوير التي تُعلّم الناس الحق في التفكير كما ينبغي، والخضوع للواجب كما يجب.
لايكون هذا الا باستعادة الحرية , فلا خوف على الأمن العام ووحدة المجتمع من إطلاق الحرية، ولا خطر في استعمال الناس لعقولهم…..
ومعنى ذلك الابتعاد عن الطاعة العمياء التي يروج لها الحزب الديني، والسلطة الانضباطية. لكن كيف يمكن تحقيق الحرية بوجود هؤلاء الأوصياء؟ بل كيف يمكن للإنسان أن يكتشف نفسه ؟
فبالمعرفة نتحرر، فلا حرية بدون معرفة: «كن حرأً ولا تخف، واحترم حرية الغير». وعلى هذا الأساس تقوم نظرية الدولة المدنية العقلانية، لأنها تُحكم بالحرية، بل جعلت منها طريقة للعيش والحياة، لأن الإنسان محكوم عليه بالحرية. والتمتع بالإرادة الحرة التي تُشيّد الذات الناقدة، والتي شعارها التنوير والتحرير من خلال المعرفة…….
التنوير لا يتخلى عن أخلاقيات الحرية ، والتنوير الحقيقي يقود الناس إلى احترام القانون والواجب الأخلاقي، على عكس الجهل الذي يؤدي إلى التطرف، وعدم الإيمان بالمعرفة والتعدد الثقافي، فمحاربة الفقر بالعلم هي محاربة للفقر والجهل معاً .
على الجميع ان يعرفوا أن الحل هو النهضة العقلانية , فهي القادرة وحدها على تدمير الظلام، وفتح المجال أمام التنوير…..للخروج من كهوف الظلام ……
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن اسعار المشتقات النفطية 

    معد عيسى   نزلت أسعار المشتقات النفطية بشكل واضح مع وفرة كبيرة لها في كل مكان ، ولكن على عكس الأسواق التي انخفضت ...