أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصرفات نظام كييف المتهورة تخلق مخاطر لاستخدام مختلف أسلحة الدمار الشامل، لافتا إلى أن موقف روسيا تجاه الردع النووي لم يتغير، فهو يعتمد على عقيدتها النووية.
وقال لافروف خلال كلمة في اجتماع مجلس التعاون الدولي لحزب روسيا الموحدة: “لا يمكن التغاضي عن صمت الدول الغربية إزاء الإجراءات المتهورة لنظام كييف، والتي تستهدف التسبب في مخاطر استخدام أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل”.
وأضاف لافروف: أثناء العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس ظهرت أدلة مختلفة على وجود مختبرات بيولوجية بإشراف البنتاغون وغيرها من المواد السامة ومسببات للأمراض، إضافة لتعرض محطة زابوروجيه النووية لعدة هجمات، كما أن مطالبة رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أمس حلف شمال الأطلسي “الناتو” بتوجيه ضربة استباقية لروسيا، يشكل دليلا آخر أمام العالم أجمع على أن التهديدات تأتي من نظام كييف وأن محاولات الادعاء بأنه يقصد شيئا آخر من كلامه هي محاولات سخيفة، لأنه كان أعلن رغبة أوكرانيا في امتلاك أسلحة نووية.
كما وشدد لافروف على أن موقف روسيا تجاه الردع النووي لم يتغير ولم يتبدل، لأنه نابع من عقيدتها النووية، أما محاولة واشنطن لتشويه موقفها فهي تأتي لإخافة المجتمع الدولي، ولتمرير السيناريو الداعم لنظام كييف في جميع مغامراته، مشيراً إلى أن الناتو يريد دعم نظام كييف لمكافحة روسيا بهدف توسيع هيمنته، ما يشير إلى أن زيلينسكي يملي أحكامه على الناتو وعلى الدول الغربية.
من جهة أخرى أكد لافروف أن مركز السياسة العالمية يتحول إلى القارة الآسيوية، كما أن أولوية روسيا السياسية والاقتصادية تنتقل من منطقة الأوروأطلسي إلى منطقة الأوروآسيوية، والعلاقات مع هذه الدول في مختلف المسارات هي أولوياتنا الجيوسياسية.
ونوه لافروف بمساهمة روسيا الكبيرة في تطوير الصيغ الدولية، ووقوفها إلى جانب مختلف المنصات الأوراسية بما في ذلك منظمة شانغهاي للتعاون ورابطة آسيان، بهدف دعمها مع المنتدى الاقتصادي الأوراسي ومع مبادرة “حزام واحد .. طريق واحد”، لافتاً إلى أن حزب روسيا فعال في كل المبادرات بمشاركة مختلف الأحزاب في القارة الآسيوية، وخاصة في رابطة آسيان.
وفي هذا الصدد أشار لافروف إلى مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل شراكة كبيرة أوراسية كمركز كبير في مجال التعاون، مؤكداً أن روسيا وغالبية شركائها لا يقبلون محاولات فرض الأحكام عليها مثل فرض إرادة الولايات المتحدة بالاستراتيجية المحيطية الأطلسية بغية عزل روسيا، والتي تعتمد على استخدام القوة وتشكيل ائتلافات عسكرية مختلفة.
وقال لافروف: “رغم بعض المحاولات الغربية لإبعاد روسيا عن مختلف المنصات التكاملية فهناك عدد كبير من البلدان التي تريد بثبات التعامل مع الاتحاد الروسي، ونحن نقف بانتظام إلى جانب فكرة هذه المبادئ الخاصة بعدم التجزئة الأمنية”.
وحول التعاون الروسي الصيني شدد لافروف على اهتمام روسيا بتوسيع التعاون مع الأصدقاء الصينيين بمختلف مجالات الطاقة، واستمرارها بدعم التمسك بالتوازن في مجال البيئة وفي المجالات الاجتماعية، كما أنها تتطلع لاستخراج المواد المخزنة والمواد الطبيعية والاحتياطات الموجودة، وتساهم في الاستفادة من الموارد في مختلف المناطق للتخلص من الغازات السامة وغيرها، بهدف تنظيف البيئة.
وتطرق إلى تعامل روسيا الوثيق مع الحزب الشيوعي الصيني خلال الحوارات البرلمانية الحزبية بين الدولتين، ما يسمح بإعداد وصياغة مختلف المقترحات لتبادل الأفكار والآراء بشأن الأنشطة الحزبية، إضافة إلى البيئة الأمنية.
كما أشار لافروف إلى التعامل الوثيق مع الهند بهدف تبادل الآراء والأفكار فيما يخص الموضوع البيئي، وهو القضية التي تحتل مركز الصدارة والتعاون في رابطة آسيان.
سيرياهوم نيوز-سانا