وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث عن نتائج قمة “البريكس”، مشيراً إلى أنّ المجموعة تخطط لإنشاء نظام دفع مالي بديل، وتدرس مسألة العملة الموحّدة.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحافي بشأن نتائج قمة
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحافي بشأن نتائج قمة “بريكس”
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أنّ مجموعة “بريكس” تخطط لإنشاء نظام دفع مالي بديل.
وفي مؤتمر صحافي بشأن نتائج قمة “بريكس”، قال لافروف إنّ “موضوع العملة الموحّدة لا يزال قيد الدراسة”، مضيفاً أنّ المجموعة لن تكون مرتبطة بالدولار والين واليورو.
وأشار إلى أنّ “هناك اتفاقاً للعمل الحثيث لتشكيل منظومات مالية بديلة للمساهمة في تسهيل عمل بنك التنمية لـبريكس”، لافتاً إلى أنّ “جميع المشاركين يؤيدون عدم تغيير اسم بريكس بعد دخول دول جديدة”.
وشدّد لافروف على أنّه جرى الحديث خلال القمة عن “تحسين وتطوير مجلس الأمن من خلال عضوية الدول من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بها”، مؤكّداً أنّ دول “بريكس” “ستستمر بالتنسيق على جميع المنصات الدولية”.
وبيّن الوزير الروسي أنّ قضايا الطاقة “ستصبح أكثر إلحاحاً مع انضمام السعودية وإيران والإمارات إلى المجموعة”.
وأوضح أنّ تزايد الطلبات للانضمام إلى “بريكس”، هو بسبب “رغبة الدول التقارب مع أعضاء المجموعة الذين يتبعون الشفافية والعدالة وليس تنفيذ قرارات قائد مهيمن، وبسبب فهمها (الدول) عمق التغييرات التي تحدث في العالم”.
وتابع أنّ بعض القنوات الغربية تتحدث عن بريكس بوصفها “نادياً اقتصادياً”، في حين أنّ “بريكس” تفوّقت اقتصادياً على مجموعة السبع، وتحقّق الكثير على مستوى الاقتصاد”.
كما كشف أنّه “سيتم إعداد قائمة بالدول المرشحة التي يمكنها الحصول على وضع شركاء المجموعة لقمة البريكس المقبلة”، مؤكداً أنّ روسيا “ستقدّم المساعدة للأعضاء الجدد لمناقشة القضايا كافة التي يجري طرحها في فترة رئاسة موسكو لـبريكس العام المقبل”.
وأوضح أنّ “هناك صيغة جديدة للدول الشريكة جرت الموافقة عليها في القمة الحالية”، مشيراً إلى أنّها “مكلفة بإعداد تفسير ملموس لهذه الاتفاقية الموجودة بالفعل في قائمة المتنافسين على وضع دولة شريكة في القمة المقبلة، والتي ستعقد في خريف عام 2024 في قازان”.
أتى ذلك بعد الإعلان عن انضمام 6 دول كأعضاء كاملي العضوية إلى مجموعة “بريكس”، هي الأرجنتين ومصر وأثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات، في فعاليات اليوم الثالث لمجموعة “البريكس”.
وبدأت فعاليات الاجتماع الدولي للقمة الخامسة عشرة “بريكس 2023″، الثلاثاء، في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، لتُختتم هذه الفعاليات في وقتٍ سابق اليوم الخميس.
ويوم أمس، أعلن قادة قمة الـ”بريكس” في اجتماعها الثاني، وقوفها بحزم ضد الهيمنة والاستعمار الجديد.
وشارك قادة 4 دول في القمة بصورة شخصية وهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، بينما يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، في حين يرأس لافروف الوفد الروسي المشارك في القمة.
اقرأ أيضاً: “بريكس” في بيانها الختامي: نحو نظام دولي متعدد الأطراف.. وتعزيز التعاون داخل المجموعة
لافروف: لا يوجد منطق في الحوار مع الغرب
وبشأن الحوار مع الدول الغربية، أكّد لافروف أنّه “لا يوجد منطق في الحوار مع الغرب، لكننا منفتحون على النقاش مع رفضنا الإملاءات والإنذارات”، موضحاً أنّ “مطالبات الغرب بضرورة هزيمة روسيا تعني أننا سنعمل في ساحة المعركة وليس على المسار الدبلوماسي”.
وأضاف: “جميعنا يعلم أنّ الولايات المتحدة تحاول التخلص من أي كيان غير متفق معها على الساحة الدولية”، مشيراً إلى أنّ “ألمانيا واليابان لن تجلبا أي جديد للمناقشات داخل الأمم المتحدة إذا أصبحتا عضوين دائمين”.
وعن تنفيذ الشق الثاني من اتفاقية الحبوب، أوضح الوزير الروسي أنّ بلاده “لا ترى إشارات من الغرب بشأن تنفيذ هذا الشق”.
وتابع أنّ “الأوروبيين يحتجزون 260 ألف طن من الأسمدة، ولم يحرروا منها سوى 20 ألف طن إلى مالاوي و36 ألف طن أخرى، فيما لا تزال تلك الشحنات موجودة في الموانئ الأوروبية”.
وفي ردٍ على سؤال بشأن دور فرنسا في أوكرانيا، أجاب لافروف أنّ “من يرغب في الإسهام في التسوية الأوكرانية لا يفعل ذلك من خلال الكلمات وإنّما من خلال الأفعال”.
وأضاف أنّ ما يجري في أوروبا “هو محاولة إثبات أنها لا تزال موجودة على الساحة الدولية”، مبيّناً أنّ هناك رغبة من فرنسا في أن تكون وسيطاً، لكن روسيا ترى أنّ “أحداً لا يريد تنفيذ اتفاقيات مثل اتفاقيات مينسك مثلاً، فعندما يسمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإمداد أوكرانيا بالصواريخ، فذلك يعني أنه غير مهتم بالتسوية”.
وبشأن التطورات الأخيرة في منطقة الساحل الأفريقي، قال لافروف إنّه “يجب النظر إلى الأسباب الحقيقية للانقلابات”، مضيفاً: “لا أرى أنّ تدخّل إيكواس في النيجر سيعود بالفائدة على أي طرف من الأطراف”، مؤكّداً أنّ “مثل هذا السيناريو سيكون هدّاماً وقاتلاً”.
سيرياهوم نيوز1-الميادين