اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتضافر لشن حرب على روسيا.
وقال خلال زيارة إلى أذربيجان “لا نعتقد أن معاداة الروسية الحالية من جانب الاتحاد الأوروبي سوف تتبدد أو تتغير نوعا ما في المستقبل القريب و-حتى أكون صادقا- على المدى البعيد”.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن لافروف قوله أيضا إن ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر حشدت دولا أوروبية أخرى لمهاجمة الاتحاد السوفيتي في بداية الحرب العالمية الثانية.
وقال لافروف “الآن الاتحاد الأوروبي والناتو يشكلان ائتلافا حديثا للقتال وفي النهاية لشن حرب على الاتحاد الروسي. سوف نتابع كل هذا عن كثب”.
وفيما يتعلق بقرار قمة الاتحاد الأوروبي لمنح أوكرانيا صفة مرشح للتكتل، قال لافروف إن هذا لا يشكل تهديدا على روسيا حيث أن الاتحاد الأوروبي ليس حلفا عسكريا على عكس الناتو.
من جهته تلقى الجيش الأوكراني الجمعة أوامر بالانسحاب من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في شرق البلاد التي تتعرض لقصف متواصل منذ أسابيع، غداة منح كييف وضع المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي الجنوب الخاضع للسيطرة الروسية، قتل موظف في ادارة الاحتلال في اعتداء، وفق السلطات الموالية لروسيا. وهي المرة الاولى تعلن تلك السلطات مقتل احد موظفيها في هجوم مماثل.
وأوضح سيرغي غايداي حاكم لوغانسك التي تقع فيها سيفيرودونيتسك، عبر تلغرام “ستضطر القوات المسلحة الأوكرانية إلى الانسحاب من سيفيرودونيتسك. تلقت الأوامر للقيام بذلك”.
وأضاف “لم يعد البقاء في مواقع تتعرض لقصف متواصل منذ أشهر منطقيًا بعد الآن”.
وتابع “دُمّرت كل البنى التحتية الأساسية. 90% من المدينة متضررة وسينبغي هدم 80% من المنازل”.
تشكل السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك محطة أساسية في الخطة الروسية للهيمنة على كامل منطقة حوض دونباس التي يسيطر انفصاليون موالون لموسكو على جزء منها منذ 2014.
واوضح غايداي ان مدينة ميكولاييفكا التي تبعد حوالى عشرين كلم جنوب غرب ليسيتشانسك المجاورة لسيفيردونيتسك باتت في يدي الجيش الروسي، لافتا الى ان الروس يحاولون “السيطرة على هيرسكي” المجاورة لها.
من جانبه، لفت أندري ماروتشكو، وهو ممثل عن الانفصاليين الموالين لروسيا، عبر تلغرام الجمعة، إلى أن جميع قرى منطقة هيرسكي زولوتي على بعد بضعة كيلومترات جنوب مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والواقعة على الجانب الآخر من نهر دونيتس، باتت تحت سيطرة الروس أو الموالين لموسكو.
– “الصيف سيكون حاراً للمحتلين الروس” –
والخميس، اضطر صحافيون في وكالة فرانس برس غادروا ليسيتشانسك الى الخروج مرتين من سيارتهم والتمدد ارضا على الطريق الرئيسية المؤدية الى المدينة بسبب القصف الروسي بصواريخ غراد.
في تلك اللحظة، كانت سيارات عدة موجودة على الطريق اضافة الى آليات مدرعة وسيارات جيب وسيارات اسعاف.
وبدا الخميس ان ليسيتشانسك تستعد لوصول الروس. فمركز الشرطة الرئيسي فيها كان مغلقا بعدما قصف الاثنين. وملأ الركام مدخله واصيبت جدرانه باضرار بالغة. وقال عنصر اطفاء لفرانس برس “الناس يقولون ان جميع عناصر الشرطة غادروا”.
وعند مدخل المدينة التي تعاني انقطاعا في المياه والغاز والكهرباء عمد جنود اوكرانيون الى حفر خنادق استعدادا لهجوم روسي.
وقال حاكم منطقة دونيتسك (جنوب) بافلو كيريلينكو الخميس لوكالة فرانس برس إنه لم تعد “أي مدينة” مشمولة بإدارته، “آمنة” لسكانها إذ أصبح القتال عنيفًا جدًا.
وانطلقت صفارات إنذار مضادة للطيران ليل الخميس الجمعة في الكثير من المدن الأوكرانية الكبرى، من دونيتسك إلى أوديسا.
في الجنوب، قُتل الجمعة دميتري سافلوتشينكو، مسؤول في الإدارة الروسية في خيرسون الأوكرانية، في عملية اغتيال، حسبما أفادت السلطات.
وقالت الإدارة لوكالة أنباء “تاس” الروسية “كان هجومًا مستهدفًا على موظف في الادارة المدنية والعسكرية أدى الى مقتله”. وكان سافلوتشينكو يهتمّ بشؤون الرياضة والشباب في منطقة خيرسون.
وفي الأسابيع الأخيرة، عادت القوات الأوكرانية إلى الهجوم في المنطقة في محاولة لاستعادة الأراضي التي استولى عليها الروس في بداية الغزو. وبالتزامن مع ذلك، ازدادت الهجمات التي تستهدف مسؤولين روسا.
وكثفت موسكو من جهتها هجومها على مدينة خاركيف الشمالية منذ عدة أيام.
وسمع مراسلو وكالة فرانس براس الذين كانوا في المكان، دوي انفجارات قوية في وسط المدينة ليل الخميس الجمعة. ورأوا صباح الجمعة أن معهد بوليتكنيك خاركيف تعرّض لضربات صاروخية. وتحطمت جميع نوافذ المبنى السوفياتي ودُمرت قاعة رياضة ضخمة مبنية بالاسمنت المسلح، وانهار سقفها جزئيا. ولم يسجّل سقوط ضحايا، بحسب جندي كان موجودا في المكان ولم يكشف عن هويته.
وقال إن الروس “اعتقدوا أن هناك ربما شيئًا عسكريًا بالداخل، لكن لم تكن الحال كذلك”.
واكد الجيش الروسي الجمعة انه قتل مستخدما “اسلحة عالية الدقة” أكثر من مئتين من المرتزقة الاجانب ونحو مئة من القوميين الاوكرانيين في منطقتي ميكولاييف (جنوب) وخاركيف.
وتبني القوات الأوكرانية آمالها حاليًا على وصول الأسلحة الثقيلة التي تطالب حلفاءها الغربيين بها، مثل قاذفات الصواريخ الأميركية من طراز “هيمارس” التي اعلنت كييف وصولها الخميس متوعدة بأن “الصيف سيكون حاراً للمحتلين الروس”.
وافاد حرس الحدود البولنديون الجمعة أن عدد الاوكرانيين الذين وصلوا الى بولندا هذا الاسبوع يتجاوز عدد المغادرين، بخلاف ما كان عليه الوضع منذ اكثر من شهر.
الى ذلك، منح مصرف التنمية في مجلس اوروبا بولندا الجمعة قرضا بقيمة 450 مليون يورو اعتبر “قياسيا” من جانب المؤسسة، بهدف مساعدة وارسو على تولي امر الفارين من اوكرانيا.
– “دماء ودموع” –
وافق قادة الدول الأوروبية الـ27 الخميس على منح أوكرانيا صفة مرشّح لعضوية الاتحاد الأوروبي في خطوة بالغة الرمزية بعد اربعة اشهر من الغزو الروسي.
واعلن رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال عبر تويتر “لدينا مستقبل معا”، مهنئا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي اشاد ب”انتصار” سياسي ينتظره شعبه منذ استقلال اوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي العام 1991.
وابدى اوكرانيون في ساحة ميدان بوسط كييف سرورهم. وقالت داريا كوستروفا (عشرون عاما) لفرانس برس “انه انتصارنا الاول. انتصار صغير قبل الكبير. لقد ناضل شعبنا وعانى من اجل ذلك ودفع ثمن ذلك دماء ودموعا وارواحا”.
لكن الطريق الى الانضمام سيكون طويلا، وخصوصا انه يتطلب اصلاحات عميقة. واعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ايار/مايو ان الامر سيستغرق “عقودا”.
وعلق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة ان قرار دول التكتل هو “شأن داخلي لاوروبا”، مؤكدا “الاهمية” التي تعلقها موسكو على “الا تتسبب كل هذه العمليات بمزيد من المشاكل لروسيا”.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم