سليمان خليل
يتصدر “المكدوس” مشهد الحياة اليومية في أيلول وتشرين من كل عام .. واحدٌ من الأطباق التي لاتغيب عن المطبخ السوري وبيت المونة مهما علا صوتُ الظروف المادية واشتدت زفير الأحوال المعيشية .. يبقى ” المكدوس ” متربعاً على عرش الرفوف ومتوجاً بوشاح
النكهة السورية الأصيلة التي تميزه عن كل الأصناف الأخرى في العالم.. تغتفر سرقته في وضح النهار وفي دهاليز العشاء الليلي المتأخر ، وعند كلٌ استبدال لأي طعام لاترغب به ، ليكون حاضراً عند الطلب يسدّ الخاطر وينقذ الموقف بكل تواضع وهدوء..
يعتبر ” المكدوس ” أحد أهم أنواع المؤونة التي تشتهر في بلاد الشام وبالأخص سوريا حيث اشتهرت بصناعته منذ القدم ويقال أن البدايات هي في حلب ..
يُصنع عادةً في موسم خاص يبدأ مع نهاية شهر أيلول/ سبتمبر ويمتد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وذلك بالتوازي مع توفر الباذنجان الخاص لصنعه وهو الباذنجان المدور الصغير، والبعض يفضل أصناف أخرى من الباذنجان «الحمصي» أو «الحموي» او الشامي أو الطرطوسي..
على وجبة الإفطار أو العشاء يحتل “المكدوس ” مكانته ويعتبر طبقًا رئيسيًا على موائد السوريين، وتعود أصل وطريقة عمل المكدوس إلى مئات السنين، وعُرفت بين الفلاحين والمُزارعين خاصةً، حيث كانوا يقومون بسلق الباذنجان بعد جني المحاصيل ويضيفون إلى الفليفلة الحمراء التي يتم تحضيرها مسبقاً مع الجوز البلدي كمكونين أساسيين ، وتقول ربات المنازل في طريقة التحضير انه يتم نزع القشرة العلوية من رأس الباذنجان، ثم يسلق (دون تقشيره) قليلاً لمدة لا تتجاوز 45-60 دقيقة حسب نوع الباذنجان، ثم تشق من جانبها وتصف في وعاء مخرم (مصفاة) ويوضع فوقها ثقل لتصفّى من أكبر قدر من الماء، بعد وضع حوالي ملعقة متوسطة من الملح الصخري داخل كل حبة.
يخلط الجوز والثوم والفلفل الأحمر والقليل من الملح، ويحشى داخل حبات الباذنجان ثم يصف في وعاء زجاجي مرطبانات ويغمر بالزيت الصافي ويوضع بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، وبعد مرور ثلاثة أيام إلى أسبوع (بحسب دفء الطقس) يكون المكدوس جاهزاً للأكل..
دامت موائدكم وبيوتكم عامرة بالخير والبركة والهناء ..
(أخبار سوريا الوطن-1)