باسمة اسماعيل:
سجل القطاع الصحي في مدينة جبلة خلال الموسم الشتوي الحالي، ازدياداً ملحوظاً في حالات الأنفلونزا الموسمية والأمراض التنفسية، وسط تأكيدات طبية رسمية بعدم تسجيل أي إصابة بالمتحور الجديد أو بفيروس كورونا، مع التشديد على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية والعلاج الصحيح.
لا تتجاوز العشرة
مدير مشفى جبلة الدكتور محمد عميش أوضح في تصريح لـ”الحرية” أن ظهور حالات الأنفلونزا خلال فصل الشتاء، يعد أمراً طبيعياً نتيجة تقلب الأوضاع الجوية، وانتقال الأطفال والكبار والشباب بين الأجواء الدافئة والباردة دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وأشار إلى أن الحالات التي راجعت المشفى منذ شهر تشرين الأول وحتى تاريخه كانت خفيفة إلى متوسطة، باستثناء حالات شديدة محدودة، غالبيتها لكبار السن بسبب ضعف المناعة وتأخر العلاج، مؤكداً أن أغلب هذه الحالات تماثلت للشفاء، وأن عدد الحالات الشديدة لم يتجاوز العشر، وكانت عبارة عن شدة تنفسية والتهاب رئة شامل، ترافق مع وجود عوامل مرضية أخرى (قلبية – سكرية)، ما أدى في بعض الحالات إلى قصور تنفسي انتهت بالوفاة.
زادت بنسبة 28%
ولفت د. عميش إلى أن عدد الحالات المسجلة خلال الفترة المذكورة زاد بنسبة 28% مقارنة بالعام الماضي للفترة نفسها، موضحاً أن أغلب الحالات تندرج ضمن إطار الأنفلونزا الموسمية، دون تسجيل أي حالة للمتحور الجديد في مشفى جبلة.
وأكد أنه لا داعي للخوف أو القلق في حال اتباع المرضى قواعد السلامة الصحية قدر الإمكان، مثل عزل المصاب بغرفة خاصة، وارتداء الكمامات في الأماكن العامة، وتعقيم الأيدي بشكل متكرر.
وأضاف: أنصح المرضى بمراجعة الطبيب المختص عند ظهور أعراض تنفسية، وتجنب تناول الدواء بشكل عشوائي، خاصة الصادات الحيوية.

ضمن المستوى المتوسط
بدورها، ذكرت مسؤولة الأمراض السارية في مشفى جبلة تهاني أحمد في حديثها لـ«الحرية» أن الحالات المسجلة من الأنفلونزا الموسمية حتى الآن لا تزال ضمن المستوى المتوسط، كونها حالات شبيهة بالأنفلونزا مثل (كريب – التهاب قصبات – التهاب حلق – إنتان تنفسي بسيط).
وأوضحت أن عدد الحالات بلغت في شهر تشرين الأول 948 حالة، وفي تشرين الثاني 1197 حالة تنفسية متوسطة، ومن بداية كانون الأول وحتى تاريخه 970 حالة.
وتابعت: بالمحصلة بلغ إجمالي عدد الحالات الشبيهة بالأنفلونزا، خلال الفترة الوبائية الحالية حتى تاريخه، 3135 حالة، مؤكدة عدم تسجيل أي حالة للمتحور الجديد أو (COVID-19) حتى الآن.
موجة حادة
من جهته، أكد اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي في مشفى جبلة الوطني الدكتور عفيف كاسو أن الموسم الشتوي الحالي، ورغم بدايته المتأخرة، شهد موجة حادة من الأمراض التنفسية الفيروسية، تنوعت شدتها بين الخفيفة والمتوسطة، إضافة إلى حالات شديدة لدى مرضى الأمراض المزمنة، ولا سيما القلبية والسكري.
وأشار د. كاسو إلى وجود ارتفاع في عدد الحالات مقارنة بالعام الماضي، خاصة بين الفئة العمرية 6 – 18 سنة، نتيجة الاختلاط الكبير في المدارس والجامعات و…الخ.
الوقاية خير من العلاج
وبيّن أن أعراض الأنفلونزا الموسمية الحالية تشمل (ارتفاع الحرارة، السعال الجاف، الآلام المفصلية، التعب والوهن العام)، وقد يرافقها أحياناً إقياء وآلام بطنية، مؤكداً اختلافها عن أعراض فيروس (COVID-19) والمتحور الحالي.
وتابع: جميع الحالات التي عالجتها في المشفى أو في عيادتي الخاصة، تندرج ضمن الأنفلونزا الموسمية، مشدداً على أن «الوقاية خير من العلاج»، وأن الالتزام بالإجراءات الوقائية العامة والشخصية يعد ركناً أساسياً في الحد من انتشار المرض، إضافة إلى الالتزام بأخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، خاصة للمرضى المضعفين مناعياً.
الوزارة أكدت تزايد حالات الأمراض التنفسية
وفي السياق ذاته، كانت وزارة الصحة قد أعلنت عبر صفحتها الرسمية عن ارتفاع ملحوظ في حالات الأمراض التنفسية الحادة في سوريا، مشيرة إلى أن نشاط الأنفلونزا الحالي أعلى بضعفين إلى ثلاثة أضعاف من المعدل الموسمي المتوقع، وهو ارتفاع مشابه لما سجلته دول مجاورة وأوروبية. وأكدت الفحوص المخبرية في الوزارة أن النمط المنتشر حالياً هو فيروس الأنفلونزا H3N2، دون تسجيل أي ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا، موضحة أن الأنماط الفرعية الجديدة، تعد جزءاً طبيعياً من تطور الفيروس الموسمي ولا تعني بالضرورة زيادة في الخطورة.
خط الدفاع الأول
أمام هذا المشهد الصحي، يؤكد الأطباء والجهات المعنية أن الوعي الصحي والالتزام بالإجراءات الوقائية، إلى جانب المراجعة الطبية المبكرة عند ظهور الأعراض، تشكل خط الدفاع الأول للحد من انتشار الأنفلونزا الموسمية، وحماية الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
syriahomenews أخبار سورية الوطن
