لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر(الجزء الثاني)…..

 

باسل علي الخطيب

 

(أرض الميعاد)، عندما نقرأ هذه العبارة فإن أول ما يخطر على بالنا هو الأسطورة الصهيونية عن فلسطين، الحقيقة أن هذا المصطلح أول ما استعمل كان يقصد به الولايات المتحدة الأمريكية الحالية، و في ذات السياق و المعنى الذي قصدت به فلسطين لاحقاً…..

 

مع بداية هجرة الأوروبيين إلى العالم الحديد، اعتبر المهاجرون ( الانجيليون و البروتستانت) اراضي القارة الأمريكية المكتشفة حديثاً، اعتبروها إسرائيل الكبرى المناط بهم إقامتها بانتظار وصول المشياح….

لاحقاً، تم قولبة فكرة (أرض الميعاد) حسب المصالح السياسية ذات البعد الاستراتيجي و الاستعماري…

 

(الصهيونية) ليست من بنات أفكار مناحيم هرتزل، هي أحد واجهات تلك القبيلة التي خرجت ذات يوم من مدينة (أور) السومرية, و تنقلت حيث توجد القوة و السلطة…

الفكرة الصهيونية كفكرة و ليس كمسمى القائمة على العنصرية و استعباد الآخر و إن احتاج الأمر إبادته رافقت هذه القبيلة منذ ظهورها الأول….

 

( انا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين)….

 

العنصرية هو دين هذه القبيلة، الذي استطاعت لاحقاً تجسيده في عدة هيئات حملت تسميات مختلفة، منها النازية والفاشية والليبرالية…

 

ملاحظة على الهامش، يشبه البعض الصهيونية بالنازية، هذا خطأ شائع، الصهيونية هي الأصل، النازية هي الفرع، النازية هي تهرصات أشخاص بناءً على تفسيرات مغلوطة لفكر نيتشه، أما الصهيونية فهي ثقافة قبيلة اعتمدتها طريقة حياة وأسلوب تعامل….

 

النازية ليست إلا أحد مخرجات الصهيونية…..

 

على فكرة مصطلح الصهيونية يأتي من كلمة (سيون) أو بالعربية (صهيون) وتعني (الشمس)، وهذه كلمة سورية سرقتها تلك القبيلة واستعملتها على هواها…

ولكن لماذا (صهيون) تحديداً اخذت كمسمى لتلك الحركة؟…

دعونا نصبغ السؤال بطريقة أكثر وضوحاً….

لماذا الشمس تحديداً…

 

اريد أن أشير هنا إلى نقطة مهمة، قد تم تغيير اسماء الكثير من قرى ومواقع الساحل السوري بحجة (التعريب)، هذا خطأ كبير، هذا لي عنق عنيف لتاريخ المنطقة، و يساعد تلك القبيلة إياها في مراميها، عدا عن ذلك، من قال لكم أن تلك الأسماء القديمة ليست عربية بالمعنى الثقافي وليس القومي الزائف للكلمة؟….

 

المهاجرون الإنجيليون الأوائل الذين وطأت أقدامهم سواحل أمريكا الشمالية الشرقية كانوا طلائع تلك القبيلة لإنشاء مركز تحكم و سيطرة واعد يستطيع التحكم بكل العالم، حيث تم استهلاك أوروبا إلى الحدود القصوى في سباق تحقيق هذا الهدف…..

 

قلنا إن هذه القبيلة خرجت من أور السومرية، تنقلت إلى بابل، و نينوى، وعندما اجتاحت تلك القبيلة اورشليم السومرية وليس اورشليم التلمودية كما تقول الأسطورة الصهيونية، عندما اجتاحتها سطت على شريعة ودين موسى، قامت بتحريفها وجعلتها شريعتها ودينها وفق ماتراه مناسباً لطموحاتها، و أسقطت أشخاص و تاريخ الديانة الموسوية و ما قبلها و ما بعدها على تاريخها، و جيرت شخصيات و أحداث و حضارات أقوام أخرى إلى نفسها، و جعلت ذلك تاريخها و سيرتها الذاتية، وثبتت ذلك عبر كتاب العهد القديم، و قد امتلكت القدرات اللازمة لذلك، و تحديداً المال و الترهيب، لاسيما أنها لم تكن تمتلك أي ضوابط أخلاقية لأفعالها…

 

( فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين)….

 

لاحظ أن الله سبحانه وتعالى استعمل هنا على لسان ابليس تعبير (المخلصين) وليس المؤمنين أو المتقين أو غيره…..

 

و لأن هذه القبيلة سطت على كل شيء، و نسبت لنفسها كل شيء، فليس من المستغرب أبداً أن يسرق هؤلاء كل الرموز المقدسة لكل تلك الشعوب التي استوطنت بلاد الرافدين أو سوريا أو وادي النيل أو اليونان أو روما…..

 

هنا أشير إلى نقطة مهمة، الكثيرون يعتبرون النجمة السداسية والتي يمكن مشاهدتها في الكثير من المواقع الأثرية أو القديمة في سورية، يعتبرونها نجمة (يهودية)، وفق المعنى المتداول حالياً لكلمة (يهود)، مما يجعلهم يظنون أن (اليهود) قد سكنوا هذه الأماكن يوماً ما…

كلا أيها السادة، النجمة السداسية هي نجمة سورية الأصل، وكانت عند السوريين رمزاً مقدساً كما هو الصليب أو النجمة الخماسية أو غيرها، وهذا الرمز له تجلياته المختلفة حسب مستوى التعامل، فهي الاتجاهات الستة، وهي الذكر والانثى، وهي عالم الأنس والجن، وهي السماء والأرض….. وغيرها …

على فكرة هي كانت خاتم النبي سليمان، النبي إياه الذي سطت على شخصيته تلك القبيلة ونسبته لتاريخها….

 

هل من قبيل الصدفة ان الأمريكيين قد سموا سلسلة المركبات التي ادعوا أنها هبطت على سطح القمر (أبولو)؟!!!…

من هو أبولو؟..

هو إله الشمس عند الإغريق…

الشمس تهبط على القمر؟؟؟!!…

 

لطالما استوقفتني تلك المسميات التي يطلقها الأمريكيون على اشيائهم أو عملياتهم (الفا، بيتا، دلتا، ابولو، الكونغرس، البنتاغون…). وغيرها الكثير، كلها ليس لها علاقة باللغة الانكليزية…

مالسر؟….

يتبع..

(سيرياهوم نيوز -٣)