| غانم محمد
لم يعد بحوزتنا إلا بعض الكلام، نقلّبه (ذات اليمين وذات اليسار) عسى أن يفرجها الله علينا جميعاً، حيث لم يعد لدينا ولو واحد بالمائة من الأمل بأصحاب الحلول، أو المنظّرين في وجع الناس..
مشكلتان، حلّهما يحلّ كلّ المشاكل الأخرى وهما: الكهرباء والوقود… حلّوا هاتين المعضلتين، وانسوا السياحة، فستنتعش تلقائياً، حلّوهما وانسوا عودة الإنتاج الاقتصادي، لأنه سيعود وأقوى مما كان، وما عدا ذلك فكلّه (هباء منثور)!
من يقصّ لي شَعري، وقبل أن يضرب (مقصّاً)، يحدثني عن البنزين والكهرباء، فينتشل من جيبي ألف ليرة إضافية على الأقل وأنا خجلٌ من نفسي..
سائق السرفيس، وما إن تفتح الباب، وقبل أن تتذمّر من تكدّس الناس فوق بعضها، يقول لك: قل الحمد لله أننا ما زلنا نعمل، (شغلنا مو جايب همّو)!
احذر وأنت (تتفزلك)، وتذهب إلى صندوق التفّاح (المقبول نسبياً)، ها هو صوت (الخضرجي) يصدح: هذا تفاح السويداء.. أزمة نقل.. وارتفاع أجور السيارات أرهقنا، ولا نعرف كيف نبيع، كلها خسارة بخسارة، وبعدها توقع أي جواب إن سألته عن سعر كيلو التفاح..
150 ألف ليرة، لمن يقبضها طبعاً، إذا ما قسّمتها على 30 يوماً لشهر عادي، فالناتج يكون خمسة آلاف ليرة، هي تمام عدّة كل يوم أيها المواطن السعيد..
معلوماتي تقول، ومن خلال مصدر موثوق، وهو قريب لي، تواضع في أحلامه بحيث اختار المقصف الذي سعر الكرسي فيه (100) ألف ليرة للشخص الواحد، ولم يذهب إلى شاليه أجرة الكرسي فيه (300) ألف ليرة، من أجل سهرة رأس السنة، هذا القريب، سيدفع رشوة إضافية لأحد العاملين في المقصف (المتواضع) من أجل أن يؤمن له أربع كراسي، ونتحدث عن أزمة معيشية!
طالما أن الراتب يكفينا رغم النقّ الذي امتهنّاه، ولا يحرمنا من (ملذاتنا الشخصية)، أقترح أن يزيدوا ضريبة الدخل عليه، وأن تزيد الصناديق في اقتطاعاتها، وأن يُحاسب كل مواطن يقول إن الوضع المعيشي صعب..
(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع)