آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » لا تطعمني سمكة، بل علمني أن أصطاد

لا تطعمني سمكة، بل علمني أن أصطاد

 

المهندس نضال رشيد بكور

من لقمة الإغاثة إلى كرامة الإعمار
حين عاد اللاجئون السوريون إلى أرضهم بعد سنين من الغربة والتشريد تهاتف الناس من كل مكان لإغاثتهم خيام ، طعام ، ملابس ، مساعدات طبية .. مشهد إنساني مهيب تُرفع له القبعات
لكن خلف هذا المشهد الملهم
يُطل علينا سؤال جوهري :
هل نكتفي بأن نُطعمهم السمكة؟ أم نمدّ لهم اليد ليصطادوا من جديد؟
ليس الخير أن تُشبع الجائع فقط
بل أن تُعلّمه كيف يُشبع نفسه بكرامة
العودة إلى الديار وحدها لا تكفي
إن لم تترافق مع مشاريع إعادة تمكين ، تعليم ، تدريب ، بناء ذاتي ، وزرع للأمل من جديد …
أن تعود إلى بيتك الذي دُمّر ، وأرضك التي جُرفت لا يعني أن الحياة عادت تلقائياً
بل يعني أن رحلة الصيد قد بدأت من الصفر
وأنك بحاجة لمن يعلّمك كيف تصطاد في بحرٍ تغيرت مياهه …
والأدهى ، أن سوق العمل في الداخل يئن من نقص العمالة المؤهلة ، ويبحث عن الأيدي التي تبني والعقول التي تدير
لكنه لا يجد
لماذا؟
لأن ثقافة الدعم الإنساني رغم نبلها رسّخت في بعض النفوس الركون والاعتماد وعزوف كثيرين عن العمل والكدّ في انتظار السلة أو المعونة أو الكفالة الشهرية
الإغاثة مهمة ، لكنها ليست نهاية الطريق
الكرامة لا تُستعاد بلقمة بل بسعي …
قال الله تعالى: *وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يُرى*
علينا أن نتحوّل من الإغاثة المؤقتة إلى التمكين المستدام
من إعطاء السمك إلى تعليم الصيد …
من توزيع المساعدات
إلى بناء المدارس والمشاغل والمزارع ومصانع الحياة
وفي المعنى الصوفي:
لا تعطني خبزاً بل علّمني كيف أزرع قمحاً
فمن تعلّم الزرع ، لم يعد محتاجاً ، بل صار واهباً
اللاجئ العائد لا يحتاج فقط إلى سقف يحميه
بل إلى أفق يرفعه
لا يحتاج فقط إلى كسوة لبدنه
بل إلى مشروع لكرامته
فكونوا لهم يد تمكين ، لا مجرد يد عطاء ….
*فمن يصطاد بنفسه ، لا يعود جائعاً … بل حراً*

 

(أخبار سوريا الوطن ٢-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيها السوريون …إياكم ونار الدمار ..!!

    هني الحمدان   للأسف الشديد بتنا نسمع بيانات وكلمات التحشيد والكره لبعضنا البعض ،والتي قد تؤدي الى إشعال الفتن الكريهة التي كلنا نرفضها ...