الرئيسية » عربي و دولي » لا «حلول إبداعية» بيد أميركا: كيف الخروج من المأزق؟

لا «حلول إبداعية» بيد أميركا: كيف الخروج من المأزق؟

 

 

 

يدرك صنّاع السياسة في الولايات المتحدة أن هدف إسرائيل المتمثل في «القضاء» على «حماس» غير قابل للتطبيق، فيما «الهدف» المعلن الآخر، المتعلق باستعادة الأسرى، لا يمكن أن يتم، طبقاً لهؤلاء، إلا عبر الديبلوماسية، التي تحاول إدارة جو بايدن الإيحاء بأنّها تقترب من تحقيق نتائجها المرجوة، رغم تمسك المقاومة بموقفها الرافض لأي اتفاق يكون بمنزلة غطاء لاستكمال المجازر المرتكبة بحق أهل غزة. وعليه، يبدو، أقلّه إلى الآن، أنّ «الفرصة الأخيرة» التي يتحدث عنها كبار المسؤولين الأميركيين، لن يجري اغتنامها على المدى المنظور، ولن تكون قادرة، على الأرجح، على تجنيب إسرائيل ردّاً محتملاً من إيران أو من قوى المقاومة على اغتيال القائدَين الشهيدَين إسماعيل هنية وفؤاد شكر.مع ذلك، أكد مسؤولون أميركيون كبار، في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن إسرائيل حقّقت «كل ما هي قادرة على تحقيقه عسكرياً في غزة»، مشيرين إلى أن استمرار القصف يزيد فقط من المخاطر على المدنيين، فيما تضاءلت، في المقابل، إمكانية «إضعاف حماس». وفيما تشتغل إدارة بايدن على إعادة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى «مسارها الصحيح»، يعتقد عدد متزايد من مسؤولي الأمن القومي أن الجيش الإسرائيلي «قوّض» قدرات «حماس» بـ«شدة»، إلا أنّه «لن يتمكن أبداً من القضاء على الجماعة بشكل كامل». وطبقاً للتقرير، ومن نواحٍ عدة، تسبّبت العملية العسكرية الإسرائيلية بأضرار «أكبر بكثير لدى (حماس)، ممّا توقعه المسؤولون الأميركيون عندما بدأت الحرب في أكتوبر»، إلا أنّ «أحد أهم أهداف إسرائيل المتبقية، أي عودة ما يقرب من 115 رهينة أحياء وقتلى» ما زالوا محتجزين في غزة، «لا يمكن تحقيقه عسكرياً»، إنما عبر المفاوضات، وفقاً لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين حاليين وسابقين.

كما أن عدداً من المراقبين الغربيين باتوا «متخوّفين» من الوضع الذي وصلت إليه إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، إذ أوردت مجلة «فورين بوليسي»، على سبيل المثال، أنه «لعقود من الزمن، كان المشروع الصهيوني يزداد سوءاً في ما يتعلق بالدفاع عن نفسه»، مستدركةً بأن «إسرائيل في ورطة خطيرة» حالياً، ومواطنيها منقسمون بشدة، فيما «من غير المرجح أن يتحسن وضعها». ويردف أصحاب هذا الرأي أن حكومة بنيامين نتنياهو متورّطة في حرب لا يمكن الفوز بها في غزة، وتَظهر على جيشها «علامات التوتر»، بينما لا يزال احتمال اندلاع حرب أوسع مع «حزب الله» وإيران قائماً. وتستشهد المجلة بتقرير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية، التي ذكرت أن ما يصل إلى 60 ألف شركة في إسرائيل قد تغلق هذا العام. ويتابع هؤلاء أن سلوك كيان الاحتلال قد أضرّ بشكل خطير بصورته العالمية، حيث أصبح «دولة منبوذة بطرق لم يكن من الممكن تصوّرها في يوم من الأيام».

أصبح عدد من المراقبين الغربيين «متخوفين» من الوضع الذي وصلت إليه إسرائيل بعد 7 أكتوبر

 

وبناءً على ما تقدم، تستمر المساعي الأميركية لإخراج إسرائيل من «مأزقها»، إنّما من دون مؤشرات إيجابية – باستثناء بعض التصريحات الصادرة عن واشنطن – حول إمكانية التوصل إلى حل قريب. وفي السياق، اعتبر الرئيس الأميركي، في حديث إلى الصحافيين في المكتب البيضاوي، أن الصفقة «أقرب من أي وقت مضى»، فيما أكد مصدر مطلع أن «التقدم الذي تم إحرازه خلال يومين من المفاوضات في الدوحة، يفوق ما تم إحرازه خلال الستة أسابيع المنصرمة الماضية». كما ستكون المنطقة، الأسبوع الحالي، على موعد مع جولة جديدة بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والقطريين والمصريين في القاهرة، «بهدف إبرام الصفقة بموجب الشروط التي طُرحت في الدوحة»، في حين نُقل عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي يزور المنطقة حالياً، القول إن مقترح بايدن «قد يكون فرصة إسرائيل الأخيرة لتأمين الإفراج عن الرهائن، وتحقيق أمن دائم في الشرق الأوسط».

على أنه على الضفة المقابلة، أعلنت «حماس» أنه، بعد استماعها إلى الوسطاء، « تأكدنا مرة أخرى من أن نتنياهو لا يزال يضع العراقيل»، مشيرةً إلى أنّ المقترح الأميركي الجديد «يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، وخصوصاً رفضه الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة»، إضافة إلى إصراره على مواصلة احتلال مفترق «نتساريم» ومعبر رفح وممر «فيلادلفيا». وبعيداً من مفاوضات «اللحظة الأخيرة»، يرجّح عدد من المراقبين أن الغضب الذي أثارته الأشهر الأخيرة من الحرب في أوساط الفلسطينيين والإسرائيليين، جعل إمكانية التوصل إلى أي حل سلمي مستبعدة إلى حدّ كبير. وفي هذا الإطار، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً جاء فيه أن التأييد لـ«حل الدولتين» كان يتراجع في أوساط الطرفين لأكثر من عقد. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن إحصاء أجراه «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية»، في حزيران، فإن «32% من الفلسطينيين، و19% من الإسرائيليين، باتوا يؤمنون بهذا الحل»، مقارنة بـ32% من هؤلاء الأخيرين قبيل وقت قصير من 7 أكتوبر

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوريل: أسلوب الهجوم العشوائي في لبنان غير مقبول ويجب إجراء تحقيق مستقل

  بوريل: أسلوب الهجوم العشوائي في لبنان غير مقبول ويجب إجراء تحقيق مستقل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يؤكد أنّ “الأسلوب العشوائي المستخدم في ...