دحام السلطان
عادت إلى الواجهة مجدداً معاناة انقطاع مياه محطة علوك «المحتلة من النظام التركي»، عن أكثر من مليون إنسان في مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي، لتستمر الأزمة الكارثية، التي كانت قد استمرت خلال الفترات الماضية تسعة أشهر متوالية قبل أن تعود إلى العمل آخر مرة في اليوم الأول من شهر أيلول الماضي، لتوقف وتخرج عن الخدمة في اليوم الرابع من شهر تشرين الأول الجاري، نتيجة لاستهداف محطة تحويل كهرباء بلدة عامودا 66/20 ك. ف، من مسيّرات الاحتلال التركي، التي بدورها تقوم بتغذية محطة كهرباء بلدة الدرباسية المغذية لمحطة آبار علوك بالتيار الكهربائي، وأدت إلى توقفها عن العمل، لتستمر المعاناة وتتكرر للمرة التاسعة والثلاثين منذ احتلال النظام التركي للمحطة في مثل هذه الأيام من شهر تشرين الأول لعام 2019.
وتشير الأوضاع الراهنة في الحسكة إلى أن عملية تبادل الأدوار بالنسبة لمنع وصول التيار الكهربائي وقطع المياه الممنهج في المحطة من الاحتلالين «الأميركي والتركي» الواقعة في ريف مدينة رأس العين المحتلة لا تزال على حالها، ولا جديد قد يبشّر بانفراجات قطعية أو حلول جذرية باتجاهها، على الرغم من جميع المساعي الحكومية والمنظمات الدولية وعن طريق الضامن المتمثل بالصديق الروسي، لحل هذه المشكلة التي لا تزال جارية إلى الآن، ولا حلول جذرية ونهائية وقطعية بشأنها إلا بعودة المحطة إلى مؤسسة المياه بالمحافظة ودخول العاملين في مؤسسة مياه الحسكة فيها للإشراف عليها بشكل مباشر.
وأكد مواطنو محافظة الحسكة أن مسألة انقطاع مياه الشرب باتت وبشكل واضح وصريح تهدد وجودهم وبقاءهم على قيد الحياة نتيجة لعدم قدرتهم على تأمين مياه الشرب الـ«موثوقة المصدر»، التي هي من نوع المياه الكلسية الضارة للاستخدام البشري لفترات طويلة، وفي الوقت الذي أصبحت اليوم تخضع تعرفتها الشرائية لقانوني العرض والطلب، وبات ينطبق على أسعار شرائها ما ينطبق على أسعار المواد السلعية الاستهلاكية الأخرى الموجودة في السوق، وأن أسعار البراميل الخمسة اليوم من المياه، باتت تعرفتها تصل إلى 35 ألف ليرة كأقل تقدير، وأن جميع المبادرات الأهلية الفائتة لم تعد تفي بالغرض وتلبي الحاجة الملحة للوصول إلى حاجتهم اليومية من مياه الشرب، في الوقت الذي أثار المواطنون مسألة مهمة وهي أن المبادرات الأهلية قد وصلت إلى المواطن خلال فترة الصيف الماضي على الرغم من أنها دون المستوى، بعد إخفاق جميع المساعي الحكومية المركزية من معالجة الواقع بشكل جذري الذي وصلها كما هو عبر إداراتها الفرعية بالمحافظة، وهي العاجزة عن تقديم هذه الخدمة التي أصبحت حاجة ملحة إغاثية وإنسانية في الوقت نفسه، في ضوء إغلاق المساعي الدولية اليوم في محطة «علوك» للأسباب التي تمت الإشارة إليها.
وأكد مدير عام مؤسسة المياه محمد العثمان أن ورش الصيانة الفنية في المؤسسة العامة للمياه، كانت قد دخلت محطة «علوك» آخر مرة، في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر آب الماضي، وبمساعي عدد من المنظمات الدولية «المرخّصة» والعاملة في الشأن الإنساني بالمحافظة، عن طريق الصديق الروسي، وأنها قد قامت يومها بتنفيذ عمليات الصيانة وإعادة التأهيل للآبار في المحطة والبالغ عددها 22 بئراً من أصل 34 بئراً، كما أشرفت على جاهزية أربع مضخات أفقية من أصل ست مضخات فيها، واستمرت عمليات ضخ المياه منذ تلك الفترة باتجاه مدينة الحسكة وضواحيها مروراً بخزانات محطة الحمّة، إلى أن قام النظام التركي بقصف محطة التحويل الكهربائي في بلدة عامودا المغذية لمحطة آبار علوك عن طريق محطة التحويل الكهربائي ببلدة الدرباسية، مضيفاً إن ورش الصيانة الفنية في المؤسسة جاهزة للتدخل الفني والدخول إلى المحطة في أي فترة تطلب منها، لمتابعة عملها الاعتيادي والدوري، إذا تم السماح لها بذلك عن طريق الجهات الحكومية والمنظمات الأممية المشار إليها.
وفي السياق فقد أوضح مصدر في الشركة العامة لكهرباء محافظة الحسكة، أنه لا مشكلة فنية في التيار الكهربائي اليوم، الذي أصبح يصل بلدة الدرباسية من محطة تحويل مدينة القامشلي الجنوبية، والذي بدوره يقوم بتغذية محطة آبار بلدة الدرباسية، والذي بإمكانه أن يصل إلى محطة آبار «علوك» من دون أي إشكالات فنية قد تعوق العمل، ولكنه لم يصل محطة آبار «علوك» إلى الآن لظروف خارجة عن إرادة الشركة العامة لكهرباء المحافظة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن