آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » لا ردّ إسرائيلياً على موافقة «حماس»: العدو ماضٍ في اجتياح غزة

لا ردّ إسرائيلياً على موافقة «حماس»: العدو ماضٍ في اجتياح غزة

 

 

لليوم الرابع على التوالي، يواصل الوسطاء في القاهرة والدوحة انتظار الردّ الإسرائيلي الرسمي على المقترح الذي وافقت عليه حركة «حماس»، لتحقيق وقفٍ مؤقّت لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى. وعلى الرغم من الدعوات المتكرّرة إلى موقف إسرائيلي حاسم، فإن الأوساط المعنية بالوساطة باتت مقتنعة بـ«عدم وجود نيّة» لدى تل أبيب للتفاعل الإيجابي مع الطرح المُقدّم، في ظلّ مؤشرات متزايدة على المماطلة وتعمُّد إطالة أمد المناقشات، فضلاً عن حشد مزيد من القوات في محيط مدينة غزة، وتكثيف القصف تمهيداً لاجتياح المدينة، وفق الخطة الإسرائيلية المُقرّرة.

 

وفي هذا السياق، أكّد مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، أن الاتصالات الجارية مع تل أبيب وواشنطن أعادت التنبيه إلى أن «أي اقتحام لمدينة غزة لن يؤدي سوى إلى مزيد من الخسائر، لجميع الأطراف»، وأن مثل هذه العملية من شأنها أن «تهدّد حياة الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة». وأضاف المسؤول أن «القاهرة كانت تأمل في موقف إسرائيلي إيجابي وسريع»، لكنّ غياب الضغط الأميركي وحالة التعقيد داخل الحكومة الإسرائيلية، حالا دون إحراز أي تقدّم ملموس.

 

ويأتي هذا في وقت عقد فيه المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية، مساء أمس، اجتماعاً شارك فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، ووزير «الأمن القومي» إيتمار بن غفير، إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس جهاز «الشاباك». ونُقل عن مصدر سياسي رفيع قوله إن «القرار في الكابينت لم يكن حول ما إذا كان يجب تنفيذ العملية العسكرية في غزة، بل حول توقيتها».

 

كذلك، أجرى نتنياهو زيارة إلى قيادة الفرقة الجنوبية في جيش الاحتلال، حيث أعلن مصادقته على الخطط العسكرية لاحتلال مدينة غزة، مؤكّداً التزامه في الوقت ذاته بمواصلة التفاوض. وقال: «أنا جئت اليوم للمصادقة على خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة وإخضاع حركة حماس. وفي الوقت نفسه، أعطيتُ توجيهات بالشروع الفوري في مفاوضات لإطلاق سراح كلّ رهائننا وإنهاء الحرب بشروط مقبولة لإسرائيل».

 

نتنياهو يعتمد استراتيجية مزدوجة تجمع بين التصعيد والتفاوض

 

 

وعدّت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تصريح نتنياهو، بمثابة رفض ضمني لردّ «حماس» الذي تضمّن صيغة جزئية، في مقابل تأكيد إسرائيل أنها «لا تقبل إلا بصفقة شاملة تتضمّن الإفراج عن جميع الرهائن». ولفتت الصحيفة إلى أن العملية العسكرية الجارية تحت اسم «عربات جدعون 2» تشكّل «أداة ضغط» إضافية على الحركة، في إطار استراتيجية مزدوجة تجمع بين التصعيد الميداني والتفاوض السياسي، وهو ما يراه نتنياهو وسيلة لدفع «حماس» إلى تقديم تنازلات. وفي الإطار نفسه، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن «رئيس الوزراء سيأمر بإرسال وفد تفاوض عند تحديد مكان انعقاد المحادثات»، وإن «الوفد الإسرائيلي سيتفاوض على كل الرهائن الأحياء والقتلى، وإنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل».

 

وفي خضمّ ذلك، بدا لافتاً للنظر تقدير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب، حمل موقفاً حاسماً من قرار إطلاق عملية «عربات جدعون 2»؛ إذ دعا إلى وقف الحرب فوراً «مهما كلّف الأمر»، معتبراً أن استمرارها بات «يمثّل عبئاً استراتيجياً يهدّد مكانة إسرائيل الدولية»، ومنبّهاً إلى وجود «استنزاف خطير لقدرات الجيش وانخفاض في الانضباط العملياتي». ووفق تقديرات المعهد، فإن «احتلال غزة لن يحقّق انهيار حماس»، بل قد يؤدّي إلى «حرب عصابات طويلة الأمد وفعّالة ضد القوات الإسرائيلية».

 

وجاء هذا التقدير في وقت قال فيه رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، إن «العملية في غزة مستمرّة، ولدينا قوات تعمل حالياً عند أطراف المدينة»، مشدّداً على أن «تحرير الرهائن وهزيمة حماس» هدفان أساسيان لا يمكن التراجع عنهما، مضيفاً: «سنواصل ضرب حماس وملاحقتها في كلّ مكان».

 

إلى ذلك، شهدت تل أبيب، مساء أمس، تظاهرة قرب مقرّ وزارة الأمن في «الكرياه» للمطالبة بتحرير الأسرى، في ظلّ حالة الجمود الحالية. كما تظاهر مئات في مدينة حيفا احتجاجاً على استمرار الحرب، رافعين شعارات ضد «الإبادة والتجويع وقتل الصحافيين». وبدورها، أطلقت مجموعة من «أمهات الجنود» نداءً إلى رئيس الأركان، دعونه فيها إلى «قلب الطاولة»، والامتناع عن تنفيذ العملية في مدينة غزة. وجاء في أحد الشعارات: «زامير، لا ترمِ بأبنائنا في الثقب الأسود!». وأكّدت «عائلات الأسرى»، من جهتها، أن الحكومة «لا تملك تفويضاً شعبياً لمواصلة الحرب»، وقالت في بيان لها: «لن نقف مكتوفي الأيدي، فالشعب يريد استعادة الرهائن».

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السعودية تُدين إمعان الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه بحقّ الشعب الفلسطيني

    أدانت المملكة العربية السعودية بأشدّ العبارات إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جرائمها بحقّ الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة، ومحاولاتها المستمرة تهجيره ومنع تجسيد دولته ...