خالد زنكلو
واصل جيش الاحتلال التركي إرسال تعزيزاته العسكرية إلى ريف إدلب الجنوبي، لدعم نقاط مراقبته العسكرية غير الشرعية، التي تتمركز بالقرب من خطوط التماس مع الجيش العربي السوري، بهدف حماية التنظيمات الإرهابية المتمركزة في المنطقة، وفي مقدمتها تنظيم جبهة النصرة بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، والتي تقود ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين
وعمد جيش الاحتلال التركي، بتوجيه من رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان ودون التنسيق مع الكرملين، إلى تحويل جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي إلى قاعدة عسكرية كبيرة تنتشر فيها 17 نقطة مراقبة عسكرية جنوب وغرب وشرق المنطقة الحيوية، وواظب على دعم تلك النقاط لوجستيا بالعتاد العسكري والجنود، للدفاع عن الإرهابيين في وجه أي عملية قد يشنها الجيش العربي السور
وذكرت مصادر أهلية في جبل الزاوية، الواقع إلى الجنوب من طريق عام حلب اللاذقية والمعروف بطريق «m4»، أن 20 آلية عسكرية ومدرعات وصلت إلى نقاط المراقبة لجيش الاحتلال التركي في جبل الزاوية مساء أول من أمس قادمة من معبر كفر لوسين عند الحدود مع تركيا شمال إدل
وبينت المصادر، لـ«الوطن»، أن هذه التعزيزات هي الرابعة من نوعها خلال الشهر الجاري، وسبقها تعزيزات أخرى في 21 و19 و2 الشهر الجاري، على التوالي، ليتجاوز عدد المدرعات والآليات العسكرية المحملة بالذخيرة والعتاد العسكري 100 آلية ومدرعة خلال الشهر الحالي، وتوقعت وصول تعزيزات جديدة خلال الأيام القليلة القادمة لتحصين القواعد العسكرية للاحتلال المتمركزة في جبل الزاوية وزيادة مقدرتها العسكرية القتالية دعماً لإرهابيي المنطق
مراقبون للوضع الميداني في إدلب، أوضحوا أن زيادة عدد الأرتال العسكرية القادمة إلى نقاط المراقبة لجيش الاحتلال التركي في جبل الزاوية خلال الشهر الجاري والأيام الأخيرة عن معدلها العام الشهري، ليس إجراء روتينياً، وإنما يدل على أن هناك نية مبينة من جيش الاحتلال على إغلاق المنطقة عسكريا لحماية إرهابييها وفرض أمر واقع لا يتماشى ولا ينسجم مع التفاهمات والاتفاقيات التركية مع روسيا حول مستقبل المنطقة، وخصوصاً «اتفاق سوتشي» العائد لمنتصف حزيران 2018 و«اتفاق موسكو» مطلع آذار 2020، والذي ينص على إقامة منطقة عازلة بعمق 6 كيلو متر في جانبي «m4»، خالية من الإرهابيين لفتح الطريق الدولي أمام عمليات المرور والترانزي
ولفت المراقبون لـ«الوطن» إلى أن اختيار جبل الزاوية كقاعدة عسكرية لجيش الاحتلال، لأنه خط دفاع أول عن «m4» لمنع سقوطه عسكرياً على يد الجيش العربي السوري، بعد مماطلة إدارة أردوغان في تطبيق «اتفاق موسكو» لفتح الطري
وأشارت إلى أن التعزيزات العسكرية التركية تستبعد محيط الطريق الدولي من أجندتها، ولاسيما المنطقة الممتدة من سراقب إلى جسر الشغور، وهذا دليل على أن الهدف منها ليس ضمان أمن الطريق مستقبلاً تمهيداً لإعادته إلى الحياة، وفي ظل التصعيد العسكري المستمر الذي يمارسه «النصرة» في خرق واضح وجلي لوقف إطلاق النار، ما يستدعي رد وحدات الجيش العربي السوري، ووضع منطقة «خفض التصعيد» برمتها في حال من الفوضى والتصعيد العسكري الذي لا يمكن السكوت عنه من دمشق وموسكو.
سيرياهوم نيوز1-الوطن