syriahomenews أخبار سورية الوطن
بهيج حمدان
ما زالت ردود الفعل الشاجبة تتوالى منذ حادثة احراق نسخة من القران الكريم امام مسجد في ستوكهولم، وكان لافتا في زحمة الاستنكار والشجب ان يعتبر الكثير من المسلمين ان القران الكريم هو دستور المسلمين، وهو موضوع تعليقنا.
فمثل هذا الوصف لا ينطبق ولا يتوافق مع الحقيقة…
فكلمة دستور كلمة فارسية محضة ، مع احترامنا للغة الفارسية الضاربة في التاريخ ويعود تاريخها الى ما بين ٥٥٠ الى ٣٥٠ سنة قبل الميلاد وهي لغة الامبراطورية الفارسية في الزمن القديم.
اما القران الكريم انزله الله تعالى بلغة عربية تصديقا لقوله تعالى “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ” ،”وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ ” وهو من عند الله لا يتغير ولا يتبدل ولا تحكمه الظروف الطارئة ، وهو لكل زمان ومكان ولا يرفضه اي مجتمع بشري سوي…
والمؤسف ان يسمى القران ب “الدستور” لان الدستور صناعة بشرية يعتني بها من يصيبون ويخطؤون وعرضة للتغيير والتبديل والنسف والتطويل والتقصير…
والقران الكريم يتضمن الاحكام العبادية والشرعية والعبر والمواعظ والاداب و اخبار الامم السابقة والانبياء والرسل وفيه نبأ الماضي والحاضر والمستقبل.
“إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ ”
بينما الدستور هو وثيقة مدنية فرضتها الحاجة الى تنظيم العلاقة بين الناس والدولة المدنية العلمانية من خلال تحديد واجبات كل منهم لحفظ الحقوق المدنية ورعاياها… ومع ذلك تشتعل الصراعات والحروب بين الدول الى جانب حربين عالميتين ولا ندري متى تندلع الحرب العالمية الثالثة، ولم ولن تفلح الدساتير التي وضعها الناس بعيدا عن المساحات الروحية، بينما القران” لم يجعل الله له عوجا”
” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (١) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” ويقول الداعية والاستاذ الكبير الدكتور محمد راتب النابلسي ” والله لو لم يكن في القران الكريم الا هذه الاية لكفت…”
ونحن لا نعتب على من وصف القران ب “الدستور” ، بل عتبنا على من يقول ذلك وهو من المسلمين “مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ”
(سيرياهوم نيوز1-المنتدى)
