الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » لبابة يونس: نقطة ضوء في عتمة!

لبابة يونس: نقطة ضوء في عتمة!

 

| سامر عوض

 

كنت أشاهدُ لبابة يونس على التلفاز السوري، منذ أن كنت صغيرًا، لكنّ اللقاء الحقيقي المباشر الأول حصل سنة 2008 حين اقترحتُ عليها إعداد مادة فيلمية عن جبرائيل سعادة، لكنّها فضّلت غيره؛ لأنّه سبق وأُعدّ عنه فاقترح الأستاذ ياسر صاري الحديث عن ادوار مرقص فكان ذلك سنة 2009.

كرّت السُّبحة وأعدّينا حلقات في مواضيع عدة، معظمها يتمحور حول تراث مدينة اللاذقية.

هي صاحبة همٍّ ثقافي تأريخي أرشيفي حضاريٍ عميق ، تنحدر من إطارٍ عائلي أعرف منه عمّين لها، وهم أشخاصٌ حضاريون تقدّميون، لهم من الثقافة والرقي قسطًا كبيرًا لا يتناسب مع طبيعة المدينة المهترئة.

لبابة من هذا الجو، هي الشخص الراقي الواعي الوفي صاحب القضية التي لا تموت، والحلم الذي يستحقُّ المرور إليه، بكل الوسائل الممكنة.

قلّةٌ هم الإعلاميون العميقون الذين التقيتُ بهم، وهي من هذه الندرة الصافية، التي تستعير منكَ كتابًا وتعيده بعد فترة، مُبلِغةً رأيها فيه، بينما اعتدنا على التعامل بغير هذا المناخ.

هي من الأشخاص الجريئين والوطنِيين في الوقت عينه، تفكر بالآخر كأخ، وتعمل من أجل سوريا في الإطار الذي وُجدت فيه، بشكل مختلف عن الإطار الوظيفي العام الذي تنتمي إليه.

هي تدرس قبل أن تَظهر، لذا يَثبت تعبها ولو من بعيد، لكن وجودها ضمن منظومة إعلامية غير متابَعة؛ لأسباب غير خافية على أحد… هذه وغيرها من العوامل أدّت إلى أن تكون تحت الضوء ولكن ليس تحت الشهرة، وأعتقدُ أنّه كان يُفترض بها أن تبحث عن مكانٍ يستوعب موهبتها، وإمكانياها ضمن مكان يحترم ما عندها؛ لأنّها تستحق والعمر ليس طويل، ومؤسساتنا تؤذي في كثير من الأحيان.

فلو هاجرت لبابة يونس وعملت خارجًا لاستطاعت أن تقدّم لبلدها أكثر ، فدرهم حبِّ وطن بحاجة لقنطار عقل، وكم بالحري إذا كان للبابة قنطار حبّ وطن بحاجة لتعقّلٍ لئلّا تنحسر الرسالة الكبيرة في ظرفٍ صغير… والسلام.

(سيرياهوم نيوز ٣-اللاذقية بيتنا)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير التربية يبحث مع نظيره العراقي في جدة التعاون التربوي المشترك

    بحث وزير التربية الدكتور محمد عامر المارديني مع نظيره العراقي الدكتور إبراهيم نامس الجبوري اليوم تعزيز التعاون التربوي بين البلدين وذلك على هامش ...