جدد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين أمس تأكيده أن أطرافاً غربية ما زالت تعرقل عودة النازحين السوريين إلى بلدهم على الرغم من إعلان لبنان بدء إعادتهم على دفعات اعتباراً من نهاية الأسبوع الحالي وفق خطة وافقت عليها الحكومة السورية، على حين أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي هدد في وقت سابق، هؤلاء النازحين بفرض «حرب ثانية» عليهم عن «صدمته» حيال رفض مؤسسات دولية تابعة للأمم المتحدة إعادتهم إلى بلدهم.
وأكد شرف الدين في حديث إذاعي «أننا نتعامل مع ملف النازحين بشكل إنساني، والانهيار الاقتصادي في لبنان بدأ قبل العام 2011 والسياسة المالية منذ التسعينيات كانت خاطئة، علينا تفعيل مجلس محاكمة الوزراء والرؤساء»، وقال «إننا بحاجة ماسة إلى اليد العاملة السورية، نحن باللجنة الخاصة للنازحين وزعنا الأدوار لتشريع العمالة فمن يرد البقاء في لبنان فعليه الحصول على إقامة وإجازة عمل، عن طريق وزارة الداخلية»، وذلك وفق ما نقل موقع «النشرة» الالكتروني اللبناني.
وأوضح، أنّ «العودة الطوعية مشروطة، والعرقلات لا تزال موجودة»، لافتاً إلى أنّ «اللاجئ السياسي أو المعارض أو الذي حمل السلاح، المطلوب منه إما أن يستفيد من قانون العفو ويغادر إلى سورية، أو الذهاب إلى دولة ثالثة»، مشدداً على أنّ «النازحين السوريين يشكلون ثلث عدد سكان لبنان، أي لاجئ أو نازح سوري عليه التوجه إلى الأمن العام وتسجيل اسمه، وهناك تخويف غربي يمارس عليهم».
وأضاف: «إنني استنكرت واعتكفت وانسحبت وقدمت شبه استقالة من الحكومة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حاول المستحيل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومع رئيس الجمهورية ميشال عون شطب اسمي» من اللجنة، موضحاً أنّه «هناك تسهيلات للأطفال السوريين الذين ولدوا في لبنان للحصول على أوراقهم الثبوتية، ويوجد 450 مركز إيواء موزعة على كل المناطق السورية، على أن يتم عودة النازحين إلى منازلهم.
وخلال حديث لقناة «المنار» قبل أيام، أدان شرف الدين «مواقف الدول المانحة والتبخيس بهذا الملف وتخويف النازحين من العودة»، وأكد تدخل دول بعينها في ملف النازحين السوريين عبر مسؤولين لبنانيين مقابل حفاظ الأخيرين على مصالح شخصية.
من جهة ثانية، قال البطريرك الراعي، خلال ترؤّسه قدّاساً في كاتدرائية القديس يوسف المارونية في الظاهر بالعاصمة المصرية القاهرة : «صُدمنا برفض المؤسّسات الدّوليّة التّابعة للأمم المتحدة قرار لبنان بإعادة هؤلاء النّازحين إلى وطنهم، وبتمسّكها بإعطاء كلّ نازح حرّيّة البقاء أو العودة»، معتبراً أنّ هذا القرار «غير مقبول على الإطلاق، لأنّه مكلف جداً على لبنان»، ومطالباً الدولة اللبنانية بالمضي قدماً في مواصلة إعادة النازحين السوريين إلى المناطق السّوريّة الآمنة، لكي يتمكّن لبنان من تطبيق مشاريع الإنقاذ»، داعياً الأمم المتحدة إلى أن «تعطي مساعداتها الماليّة للنّازحين على أرض سورية، لا على أرض لبنان».
وأضاف: «لجهة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، حيثُ تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم ووطنهم، فإن عددهم الّذي يفوق مليون ونصف مليون بات يشكّل عبئاً اقتصادياً ضاغطاً لا يستطيع لبنان المنهَك حملَه، كما يشكّل خطراً أمنيًاً على المجتمع اللبناني، وينذر بخلل ديموغرافي له نتائجه الوخيمة على النّظام السّياسي في لبنان؛ فضلاً عن تغيير في هويّة لبنان الثّقافيّة».
وسبق للراعي أن هدد في مقابلة مع تلفزيون «الجديد» في الـ12 من الشهر الماضي النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية بفرض «حرب ثانية» عليهم في لبنان في حال عدم عودتهم إلى بلادهم، وقال مخاطباً اللاجئين: «فرضت عليكم الحرب الأولى»، ولكن إن لم تعودوا إلى منازلكم فأنتم تفرضون على أنفسكم الحرب الثانية، ولا يمكنكم البقاء على حساب لبنان».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن