القمة العربية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، خلقت تمييزاً بين محورين، التصريحات والإدانات وفي مقابل الميدان، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزّة.
إنّ الدفع باتجاه وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، الذي يواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين ومنهم الأطفال، والذي خرجت تنديداً به الشعوب في العديد من دول العالم، لم يلقَ إلا استجابةً خجولةً في بيان القمّة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض.
في المقابل، فإنّ هذا العدوان يلقى رداً بالسلاح والدماء وضربٍ للاحتلال من غزة إلى جبهات المساندة والملتحمة مع معركة “طوفان الأقصى”، في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
يبدو مشهد المقارنة مطلوباً، رغم أنه ليس صعباً ولا يحتاج الى قدرةٍ كبيرة على التمييز بين الخطابين.
“طوفان الأقصى”.. الفصل بين محورين
أكّد محلل الميادين للشؤون الإيرانية، سياوش فلاح بور، أن إيران ترى في “طوفان الأقصى” معركة تاريخية، تميّز بين محورين: “محور النضال والمقاومة والكرامة، ومحور الشر الذي تمثّله “إسرائيل” بدعمٍ أميركيٍ مباشر”، مشيراًَ إلى أنّ هذه المعركة تتطلب من الدول، ولا سيما العربية والإسلامية أنّ تحدّد موقفها وفي أيّ محور تصطفّ.
في هذا السياق، لفت محلل الميادين للشؤون الاقليمية والثقافية، سليم بوزيدي، إلى أنّه من حسنات هذه المعركة هذا الفرز وإعادة كي الوعي، مشيراً إلى أنّ الأنظمة العربيّة المطبّعة هي اليوم عارية تماماً أمام الشعوب، وفقدت كل أدوات التضليل وإعادة تصوير محور المقاومة وثقافة المقاومة على أنها مرتبطة بـ “الإرهاب” أو أنها مرتبطة بجهة معيّنة وبدولة معينة.
بدوره، شدّد محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية، عبد الرحمن نصّار، أنّ الفعل الأساسي هو الفعل الميداني، وهو الذي تبني عليه “إسرائيل”. وهنا، لفت نصّار إلى أنّ الميدان يخلق الفرق الأساسي بين هذا الخطاب وذاك الخطاب، في إشارة إلى الفرق بين بيان القمّة العربية وتصريحات قوى المقاومة الفلسطينية وفي المنطقة.
“خطاب بائس”.. لا آذان أوروبية صاغية
ووصف بوزيدي خطاب قمة الرباض بـ”البائس، في مرحلةً عربيةً رسميةً بائسة”، لافتاً إلى أنّ البيان الختامي لم يذكر المقاومة الفلسطينية بشكل واضح.
وعلّق على البيان بالقول إنّه” كشف أن المراهنة وكذلك البقاء، على هذا النظام إضاعة للوقت”، بل إنه قد يكون هو العائق الأكبر في تحرير فلسطين، وفي إيصال القضية الفلسطينية ووضعها في الإطار الصحيح.
من جهته، نقل محلل الميادين للشؤون الأوروبية والدولية، موسى عاصي، كيف تلقّف الشارع الأوروبي هذه القمّة وخطابها. وبيّن أنّ تصفّح صفحات الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي كافٍ لمفهم حجم السخرية والاستهزاء بما صدر عن القمة العربية.
وأوضح أنّ النشطاء ذهبوا إلى مستوى اتّهام العرب الذين اجتمعوا في القمة بالمشاركة بما تعانيه غزّة، مشيراً إلى أنهم يأخذون الأخبار من الميدان، من الصور والفيديوهات التي تأتي من غزة ومن جنوب لبنان.
وكان البيان الختامي للقمّة قد أدان الجرائم والمجازر اللاإنسانية التي ترتكبها “إسرائيل” في غزّة، داعياً إلى كسر الحصار وفرض إدخال مساعدات إنسانية له، تشمل الغذاء والدواء والوقود بمشاركة المنظمات الدولية.
سيرياهوم نيوز3_الميادين