*احمد يوسف داود
شُكراً لبَيتِكَ في دِمشقَ
وكًنتَ وَحدَكَ..
مالأحزاني تقودُ الذِّكرياتِ إليه؟!..
بابُكَ لم يكن باباً ليُغلقَ.
.كان قلباً
كلُّ من ضاقت دمشقُ بهِ أتاهُ..
وبابُ قلبِكَ هادلٌ ومرَحِّبُ!.
غُرفٌ ثلاثٌ كالمغارةِ..
نِصفُ شُبّاكٍ بأوّلِها وكلٌّ في حَديثٍ..
أنتَ تَنطِقُ كلَّ دَهرٍ كِلمةً أو كِلمتَينِ..
وكانتِ الحيطانُ مَلأى بالقَصائدِ أو بشَيءٍ لايَهُمُّ سِوى مُدوّنِهِ..
كثيرون اهتدَوا ألّا يَهُمَّكَ مايُقالُ ويُكتَبُ!.
مَلِكاً على عَرشِ المَجالسِ كنتَ في صَمتٍ..
وما في البَيتِ مُلكٌ عابرٌ إلا الكِتابُ..
وإنّما مايُشتَهى قد يُوهَبُ!.
مَلكٌ بلا تاجٍ ولا حَرسٍ ولا مالٍ عَرفتُكَ..
أيَّ وَهجٍ عَبقريِّ الرّوحِ كُنتَ؟!..
فكيف صارَ الآنَ ذاك البَيتُ؟!..
وهو بمَن يَراهُ يرى دِمَشقَ تَؤمُّهُ ويَقولُ:
– روحُ دِمشقَ تَسكنُهُ!..
وأنتَ الآنَ عابِرُها الغَريبُ وبَعضُ إرثِكَ في هَواها الأغذَبُ!.
شُكراً لبَيتِكَ أم هَنيئاً للتُّرابِ يضُمُّ قلبَكَ؟!..
بَعضُ ظِلِّكَ سوف يَبقى في ضَميرِ العاشِقينَ يَقودُ مَسراهم..
ويَبقى ساهِراً ليَدلَّهم أنّ الهَوى لايُغلَبُ!.
فلتَعبُرِ الأيّامُ عاصِفةً كما شاءتْ..
لنا أنّا شَهِدنا عِرسَ أعمارٍ بِما حَفِلتْ بهِ..
ماهمَّنا إنْ أدبَرتْ بعدَ الصِّبا..
أو بانَ فيها الأصعَبُ؟!.
(سيرياهوم نيوز ٢١-٦-٢٠٢١)