لسنا عاجزين ..ولكن !!

رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد

تزداد معاناة المواطنين في بلدنا حدةً يوماً بعد يوم بعكس ماكانوا يتوقعونه ويأملونه بعد صمودهم الاسطوري ومقاومتهم الكبيرة لأعدائهم وأعداء وطنهم ومنعهم من تحقيق أهدافهم العسكرية والسياسية ،ومع استفحال هذه المعاناة وصل معظم الناس لقناعة شبه مطلقة ان القائمين على مؤسساتهم الحكومية المختلفة يتحملون مسؤولية مايحصل بنسبة كبيرة بسبب الخلل والتقصير والفساد الذي يحكم عملهم واداءهم،وبسبب التخبط وعدم الشفافية في قراراتهم ..الخ
وأمام هذا الواقع تحولت احاديث المواطنين من الحديث عن الحرب العدوانية وبطولات الجيش وقواه الرديفة والشعب والقائد في التصدي لها، الى احاديث عن المعاناة التي يعيشونها بسبب غياب الكهرباء والمازوت والبنزين والغاز والكاز وانعكاساتها السلبية الخطرة على حياتهم وعملهم وإنتاجهم ،وارتفاع الاسعار الجنوني المتواصل نتيجة قرارات رسمية وغير رسمية ،ووصولها لارقام تفوق اجور ودخل معظمهم بعدة اضعاف ، وعدم دعم عودة الانتاج ،وسوء الادارة ،وتجار الازمة والثراء الفاحش الذي ظهر عليهم وغياب المحاسبة لهم ولغيرهم ،وسحق الطبقتين الوسطى والفقيرة و..الخ
لقد نجم عن هذا الواقع شللاً في الحياة العامة والخاصة يهدّد بزيادة الفقر والجوع .. فقلة مادة البنزين ورفع سعرها رسمياً وفِي السوق السوداء كل فترة كان آخرها يوم امس هي والمازوت ،شلّ حركة معظم من لديهم سيارات ودراجات ومعدات ومن يعتمدون عليها ،ومنعهم من التواصل مع اصدقائهم واهلهم وارضهم وعملهم،وهكذا عليه الامر مع قلة مادة المازوت ورفع سعرها في ظل غياب الكهرباء ،حيث خلّفت أزمات في النقل العام والانتاج وغيره لم يسبق لها مثيل خلال كل سنوات الحرب،وسوف تظهر تداعياتها المؤلمة في فصل الشتاء القادم لغياب التدفئة من بيوت المواطنين رغم البرد القارس ..الخ
والسؤال الذي نردده كما يردده المواطن هل وصلنا حقاً الى مرحلة العجز عن ايجاد حلول ادارية واقتصادية ونقدية تحد من اثار العقوبات الجائرة وتؤدي لاستثمار إمكاناتنا المتوافرة في كل القطاعات الاستثمار الامثل الذي يزيد من الانتاج والموارد ؟
لانعتقد ان بلدنا الزاخر بالكفاءات المميزة يعجز عن إيجادها لذلك يفترض ان نلجأ لاستشارة الخبراء المشهود لهم في مسيرة عملهم ونبحث عن الكفاءات ونوكل لها القرار والحلول قبل ان نشهد المزيد من التراجع
(سيرياهوم نيوز)