| خالد عرنوس
ويستمر المونديال ويتوالى ظهور المنتخبات ويأتي الدور اليوم على اثنين من المنتخبات المرشحة بقوة لانتزاع اللقب، ففي اليوم الثالث من النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم يبدأ ديوك فرنسا حملة الدفاع عن لقبهم أمام الكنغارو الأسترالي ضمن المجموعة الرابعة في لقاء يتكرر للمرة الثانية على التوالي في المونديال، وسيكون مسرحه استاد الجنوب انطلاقاً من العاشرة مساءً، ويظهر أبناء قرطاج للمرة الأولى في قطر أمام الديناميت الدانماركي أحد الأحصنة السوداء حسب ترشيحات المراقبين والمكان هو ملعب المدينة التعليمية بداية من الرابعة عصراً.
وفي المجموعة الثالثة يخوض أبناء التانغو بقياده ساحرهم ليونيل ميسي أولى مبارياتهم في المونديال أمام الصقور الخضر السعودي في الواحدة ظهراً في ملعب لوسيل، حيث ينتظر حضور جماهير كامل العدد وخاصة من الجماهير السعودية التي تأمل بالاستفادة من الأجواء والتأهل إلى الدور الثاني رغم صعوبة المهمة بوجود كذلك التريكولور المكسيكي والنسور البيض البولندي واللذين يتقابلان في السابعة مساءً على استاد «974» في مباراة تحمل ذكريات قديمة بينهما.
مهمة صعبة
في المجموعة الثالثة تبدو المهمة الأصعب أمام المنتخب السعودي عندما يستهل مشاركته السادسة بمواجهة نظيره الأرجنتيني أحد أبرز المرشحين للظفر بالكأس والذي يقوده أحد سحرة هذا الزمان (ليونيل ميسي) والذي لن يفوت فرصة خوض المونديال الأخير سعياً لتخليد اسمه بين أساطير البطولة بعدما فرض نفسه بين أقانيم الكرة العالمية بالعموم، ويقود راقصي التانغو في البطولة أصغر مدرب بين مدربي البطولة ويدعى ليونيل سكالوني والذي كتب سطوراً رائعة حتى الآن في مسيرته مع الألبيسيليستي فقد سجل معه سلسلة تاريخية من عدم الهزيمة بلغت 35 مباراة منها 16 مباراة ضمن التصفيات العالمية، حيث لم يخسر للمرة الأولى منذ إقرار التصفيات المجمعة، وذلك بفضل توليفته من اللاعبين حول النجم الأول ميسي حيث اعتمد على بعض الخبرات مثل دي ماريا وأوتاميندي وديبالا وتاجليافيكو، إضافة إلى بعض الشباب كلاوتارو مارتينيز وبالاسيوس وليساندرو مارتينيز وخوان فويث وألفاريز وقد استطاع سكالوني إعادة فريقه إلى منصات التتويج عبر كوبا أميركا 2021 بعد غياب حوالي ثلاثة عقود وهاهو يدخل المونديال من باب عريض حيث ينتظره تحدٍ جديد سيتزايد مع كل مباراة.
بالمقابل فإن منتخب الصقور أعد العدة جيداً لتقديم بطولة جيدة على غرار مشاركته الأولى عام 1994، عندما فاجأ الجميع ببلوغه الدور الثاني ورغم صعوبة المهمة هذه المرة إلا أن كرة القدم لم تعد تعترف بالأسماء والتاريخ وبالتالي يطمح الأشقاء ليكونوا منافسين جديين على إحدى بطاقتي ثمن النهائي، ويقود الفريق المدرب الفرنسي هيرفيه رينار الذي قاد المنتخب المغربي في روسيا 2018، وقد سجل الصقور تحت قيادته نتائج مميزة بالتصفيات متفوقين على كبار القارة، ويعتمد رينار على مزيج من الخبرة والشباب ويضم المنتخب 13 لاعباً من نادي الهلال ويعد صالح الشهري وسالم الدوسري أبرز اللاعبين ومن حولهم: هيثم عسيري وأحمد كانو وفراس البريكان وعبد الله عطيف وعلي البليهي ونواف العابد وناصر الدوسري وياسر الشهراني وسواهم.
المواجهة لن تكون الأولى بين الأرجنتين والسعودية فقد سبق أن تقابلا في نهائي كأس القارات عام 1992 وفاز الأول 3/1 وتعادلا ودياً صفر/صفر قبل 10 سنوات، يذكر أن المنتخب الأرجنتيني لعب 3 مباريات ودية مؤخراً ففاز على هندوراس وجامايكا 3/صفر وعلى الإمارات 5/صفر بينما خاض السعودي 5 مباريات خلال الفترة ذاتها ففاز على آيسلندا بهدف وخسر من كرواتيا بهدف وتعادل مع ألبانيا 1/1 وهندرواس صفر/صفر وبنما 1/1.
ذكريات وطموحات
في المجموعة ذاتها يلتقي منتخبا بولندا والمكسيك بعد 44 عاماً على لقائهما في مونديال الأرجنتين، ويومها فاز البولنديون 3/1 في إشارة على ما كان الوضع عليه تلك الأيام، فمنتخب بولندا كان متألقاً وقد حل ثالثاً في نسختي 1974 و1982 على عكس نظيره المكسيكي الذي يتفوق منذ مونديال 1994، حيث أصبح أحد أعضاء ثمن النهائي الدائمين في البطولة بينما البولندي بالكاد تأهل إلى مونديال 2002 ثم المونديال الماضي دون أي بصمة تذكر، وهما مرشحان لمرافقة الأرجنتين إلى الدور الثاني، ويطمح التريكولور لمواصلة الظهور في أدوار الإقصاء على حين يحلم نسور بولندا بالظهور فيها للمرة الأولى منذ 1986، وإذا كان روبرت ليفاندوفسكي الهداف الشهير هو أهم أسلحة بولندا إلى جانب بيوتر زيلينسكي وفيوتشيك تشيزني وكامل غليك وكريشوباك فإن الجانب المكسيكي لديه هيرفينغ لوزانو وراؤول خيمينيز وأندريس غوادرادو وأوريلين بينيدا، وكان المنتخب المكسيكي خاض مباراتين وديتين قبل البطولة ففاز على العراق 4/صفر وخسر من السويد صفر/2 بينما خاض البولندي مباراة وحيدة فاز فيها على تشيلي بهدف.
ديوك منقوصة الريش
لأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، فإن الفرنسيين يدركون مدى صعوبة مشوار فريقهم بطل العالم في الدفاع عن لقبهم كأبطال العالم خاصة مع تراجعه في العام الحالي وإخفاقه بدوري الأمم، وكذلك الغيابات المتتالية التي ضربت تشكيلة ديشان وآخرها الهداف العائد كريم بنزيمة، وكانت الإصابة حرمت الفريق من خدمات بول بوغبا ونغولو كانتي وبعدهما أبو بكر كامارا وكيمبيمبي ثم كريستوفر نكونكو، ومع ذلك فإن المراقبين ما زالوا يرون في كتيبة الديوك المقصوصة من بعض ريشها مرشحة للحفاظ على اللقب، فهناك الكثير من النجوم القادرين على صنع الفارق أمثال: كليان مبابي وأوليفيه جيرو وعثمان ديمبلي وثنائي الريال الصاعد كامافنغا وتشواميني ورافاييل فاران ووالأخوين هيرنانديز (لوكاس وتيو) وأوباميانكو وكوناتي وقندوزي ورابيو وساليبا وفيرتو وغريزمان ومن ورائهم جميعاً القائد هوغو لوريس الطامح لأن يكون أول كابتن يرفع الكأس مرتين.
منتخب الديوك سيواجه الكنغارو الأسترالي في مستهل مشواره في محاكاة لمشواره في مونديال روسيا ويومها فاز بهدفين لهدف وهو ما يدفع ضيف آسيا الثقيل للثأر من تلك الهزيمة ولاسيما أن البطل الفرنسي سبق له أن خسر في أول مبارياته في مونديال 2002 يوم دخل تلك النسخة مدافعاً عن لقبه، وعلى الرغم من تراجع المنتخب الأسترالي منذ تتويجه بطلاً للقارة الآسيوية عام 2015 إلا أنه مازال أحد كبارها وممثلاً دائماً عنها في العرس العالمي، وتغيب الأسماء الكبيرة ذات الحضور على المستوى الأول عن صفوف الكنغارو، حيث يعتمد المدرب غراهام أرنولد على بعض الأسماء أمثال آرون موي وماتيو ليكي وإيدين هورستيك وعزيز بيهيش وفران كراسيتش، يذكر أن سجل أستراليا يحتوي فوزاً على فرنسا في كأس القارات 2001 بهدف.
صيحة جديدة
أطلق المنتخب التونسي صيحة كبيرة في أول ظهور له في مونديال 1978 وكاد يفعلها في مشاركته الأخيرة عام 2018 لولا وقوعه بين فكي إنكلترا وبلجيكا اللذين بلغا مربع الكبار فيما بعد، واليوم يدخل نسور قرطاج المونديال القطري بآمال كبيرة لتسجيل إنجاز تاريخي بتجاوز الدور الأول وتمثل مواجهتهم الأولى أمام الديناميت الأحمر الدانماركي منعطفاً مهماً نحو الهدف الأسمى فالفوز سيكون ركيزة مهمة للوصول إلى ثمن النهائي، ويعول المدرب الوطني جلال قدري على نخبة من اللاعبين الذين خاضوا مونديال 2018، أمثال وهبي الخزري ويوسف المساكني وسيف الدين الجزيري وديلان براون وعلي معلول وإلياس سخيري إضافة إلى بعض المواهب الشابة أمثال أنيس ين سليمان وحنبعل المجبري، وكان نسور قرطاج خسروا أمام البرازيل 1/5 قبل أن يفوزوا على إيران بهدفين استعداداً للبطولة ويسود تفاؤل كبير أوساط المنتخب في هذه المشاركة فقد اعتبر معظم اللاعبين أن فرصتهم كبيرة لبلوغ دور الـ16، وكان المنتخب التونسي بلغ نهائي كأس العرب في العام الماضي في الدوحة ثم خرج من ربع نهائي كأس إفريقيا قبل يحسم تأهله إلى نهائيات المونديال.
بالمقابل فإن المنتخب الدانماركي الذي خرج من دور الـ16 للنسخة الأخيرة بركلات الترجيح أمام كرواتيا فيطمح لبلوغ الدور ذاته على الأقل معتمداً على ما حققه من نتائج في التصفيات بتسعة انتصارات متتالية وبلوغه نصف نهائي يورو 2021 وخسر هناك بعد وقت إضافي أمام إنكلترا، وذلك بفضل نجومه: بيتر شمايكل وكريستيان أريكسن وتوماس ديلاني ويوسف بولسن وبيير هوبرغ وبرايتوايث وجاسبر ليندستروم وسواهم.
هوامش
– خاض المنتخب السعودي 16 مباراة في خمس مشاركات سابقة ففاز بـ3 منها مقابل تعادلين و11 هزيمة ومنها لقاء وحيد أما منتخب لاتيني وقد خسر فيها أمام الأورغواي بهدف في الدور الأول لمونديال 2018، علماً أنه خسر أربعاً من خمس في مبارياته الأولى خلال مشاركاته السابقة مقابل تعادل واحد.
– ثلاثة منتخبات آسيوية ليس بينها أي فريق عربي واجهها الأرجنتيني مونديالياً وقد فاز عليها جميعاً، كوريا الجنوبية 3/1 في نسخة 1986 واليابان 1/صفر في نسخة 1998 وإيران في 2014 بالنتيجة ذاتها.
– لعب المنتخب التونسي 15 مباراة بالمونديال ففاز مرتين وتعادل 4 مرات وخسر 9 مباريات وحقق فوزاً وحيداً في مباراته الأولى وتعادلاً مقابل 3 هزائم وواجه فيها 10 منافسين أوروبيين، فخسر سبعاً منها مقابل 3 تعادلات، بينما واجه المنتخب الدانماركي 4 منتخبات إفريقية خلال 20 مباراة مونديالية فتعادل مع جنوب إفريقيا 1/1 عام 1998 وفاز على نيجيريا 4/1 في البطولة ذاتها وتعادل مع السنغال 1/1 في 2002 وفاز على الكاميرون 2/1 في 2010.
– واجه المنتخب الفرنسي 4 منتخبات آسيوية ففاز على الكويت 4/1 في 1982 وعلى السعودية 4/صفر في نسخة 1998 وتعادل مع كوريا الجنوبية 1/1 في 2006 قبل أن يفوز على أستراليا 2/1 في المونديال الماضي، أما المنتخب الأسترالي فقد واجه 10 منتخبات أوروبية، فخسر 7 مباريات وتعادل مرتين، وسجل فوزاً يتيماً على صربيا في مونديال 2010 بنتيجة 2/1.
– خلال 34 مباراة في البطولة واجهت بولندا 4 فرق من الكونكاكاف ففاز على هايتي 7/صفر في 1974 وعلى المكسيك 3/1 في 1978 وعلى أميركا 3/2 في 2002 وعلى كوستاريكا 2/1 في 2006، أما المنتخب المكسيكي فقد واجه الأوروبيين 34 مرة فخسر 16 مرة وتعادل 9 مرات وفاز بتسع مباريات.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن