اجتماع رؤساء الأحزاب وقوى وشخصيّات في «قصر الأونيسكو» أمس، في إطار «اللقاء الوطني من أجل لبنان»، يشي بأن «النصيحة» الأميركية للقوى السياسية بالاستعداد لـ«مرحلة ما بعد حزب الله» لم تلقَ آذاناً صاغية بين حلفاء الحزب، إذ لم يغب عن اللقاء أي من الشخصيات التي دُعيت، وعلى مستوى الصف الأول، ما أعاد إلى الأذهان مشهد «8 آذار»، وإن كان الهدف منه ليس «اصطفافاً سياسياً بقدر ما هو تأكيد على الالتفاف حول المقاومة في وجه العدو الإسرائيلي»، وفق مصادر مطّلعة. ولم تحل دون حضور هؤلاء رسائل غير مُباشرة وصلت إلى بعضهم من مصادر مقرّبة من السفارة الأميركية، من «باب النصيحة» بعدم حضور الاجتماع باعتباره «غير مهم ولا يقدّم أو يؤخّر بعدما خسر الحزب معركته».
عكس هذا الاجتماع صمود «أصدقاء المقاومة» إلى جانبها، وركّزت كلمات المتحدثين على أنّ مقاومة الاحتلال خيار لا رجعة عنه، رغم تمايز مواقف بعضهم عن مواقف حزب الله في الكثير من الملفّات الدّاخليّة.
حلفاء المقاومة تماسكوا واستعادوا عافيتهم، كما تعافت المقاومة بعد سلسلة الضربات التي تلقّتها، وأعادوا البوصلة إلى مربّعها الصحيح، باعتبار أنّ المعركة اليوم ليست معركة حزب الله أو معركة الطائفة الشيعيّة ضدّ الكيان الصهيوني، وإنّما معركة لبنان في وجه الاحتلال ووحشيّة جيش العدو. ولذلك، ركّز المنظّمون على توجيه الدّعوات إلى شخصيات وقوى وطنيّة من كل التوجّهات والطوائف. وكانت الخلاصة حضوراً نيابياً عريضاً ضم النوّاب: قاسم هاشم (ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري)، جهاد الصّمد، طوني فرنجية، حسن مراد، عدنان طرابلسي (جمعيّة المشاريع الخيريّة)، ملحم الحجيري (باسم حركة النصر عمل) حيدر ناصر، أمين شري، حسين الحاج حسن وحسن عز الدين، والوزراء السابقين: يعقوب الصراف ووئام وهاب وطارق الخطيب، والنائبين السابقين نجاح واكيم وزاهر الخطيب، وممثلين عن الوزيرين السابقين طلال أرسلان وفيصل كرامي ورئيسي الحزب القومي السوري الاجتماعي بفرعيه، ربيع بنات ووائل حسنية، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي، الأمين العام للهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان، رئيس «التيار العربي» شاكر برجاوي، رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال حديد، رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الشيخ زهير جعيد، الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي طارق سليم الداوود، اللواء علي الحاج، كمال الخير ورافي ماديان، وممثلين عن حركة أمل والجماعة الإسلامية والحزب العربي الديمقراطي وجبهة العمل الإسلامي وتجمع العلماء المسلمين. كما شارك ممثلون عن سفارات إيران وسوريا وفلسطين وعن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمجلس الإسلامي العلوي واللقاء الوطني الإعلامي. فيما مثّل رمزي دسوم التيار الوطني الحر.
وأشار حجازي إلى أنّ «الاجتماع هو رسالة واضحة بأنّ المقاومة بخير وحلفاءها ثابتون إلى جانبها»، مشدداً على أنّه «في لبنان لن ينجح أحد في إلغاء الشريك الآخر». وأضاف: «لمن يفكر في أنّ الحزب انتهى نقول نحن هنا، ولمن بدأ يفكر في اليوم التالي، فإنّ اليوم التالي هو من صناعتنا». فيما أكّد نائب رئيس «حركة النصر عمل» علي الحر «أنّنا نؤيّد كلّ خطوة لإقامة أوسع تحالف من أجل مواجهة التحديات القادمة، وعلى رأسها العدوان الوحشي، كما نؤيّد أي إطار يجمع ويوحّد في ظلّ التحديات على المستوى الدّاخلي». وقال الأستاذ الجامعي روني ألفا إنّ «اللقاء أتى لتكريس حق لبنان في حياة العزّة والكرامة والمقاومة، وأتى لتكريس حق لبنان في أن يبقى وطن لن تمر على أرضه مشاريع الشرق الأوسط الجديد».
ودان بيان باسم المجتمعين «العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه وعلى الشعب الفلسطيني في غزّة»، وطالبوا مجلس الأمن الدّولي بإصدار قرار يُلزم العدو بوقف عدوانه»، منوّهين بالموقف اللبناني الرسمي الموحّد وصمود الشعب اللبناني والاحتضان الشعبي والوطني للنازحين، والمقاومة المشروعة التي كفلتها المواثيق اللبنانيّة. كما شدّدوا على أهميّة «الوحدة الوطنيّة في مواجهة العدوان والحفاظ على السلم الأهلي ووضع الخلافات السياسيّة جانباً والعمل لإفشال أهداف العدوان»، مطالبين الحكومة والأجهزة الأمنية بتوفير الأمن للنّازحين في أماكن نزوحهم المؤقّت.
سيرياهوم نيوز١_الاخبار