طوّر فريق من الباحثين المنتسبين إلى العديد من المؤسسات في الولايات المتحدة، لقاحاً لفيروس نقص المناعة البشرية، المسبب لمرض «الإيدز». وأظهر «نتائج واعدة في قرود المكاك الريسوسية». وفي ورقتهم البحثية المنشورة (الخميس) في مجلة «ساينس ترانسليشن ميدسين»، تصف المجموعة البحثية النهج الذي اتبعوه في تطوير اللقاح الجديد ومدى نجاحه عند اختباره على القرود.
ومع تقدم وباء «كوفيد – 19» الحالي، لاحظ البعض أنه بينما تم تطوير لقاحات بسرعة، لا يوجد لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية حتى الآن، والسبب في ذلك هو أن «فيروس نقص المناعة يتطور بشكل أسرع بكثير من فيروس كورونا المستجد»، لكن هذا لا يعني أن الباحثين قد استسلموا، «فلا يزال هناك عمل تقوم به مجموعات عديدة حول العالم، وفي هذا الجهد الجديد، اتبع الباحثون نهجاً متعدد الجوانب لتطوير لقاحهم».
وبدأ الباحثون دراستهم بالإشارة إلى أن «اللقاحات المحتملة لفيروس نقص المناعة البشرية تميل إلى التركيز على جعل الجسم ينتج أجساماً مضادة ترتبط بأجزاء معينة من الفيروس، وبشكل عام، يتضمن ذلك تطوير لقاحات تحرض الأجسام المضادة التي ترتبط ببروتين (شائك) على الفيروس يمنعه من الالتصاق، وبالتالي إصابة خلية معينة».
وتكمن مشكلة هذا النهج في أن «فيروس نقص المناعة البشرية يغير بروتين (سبايك) بسرعة كبيرة، وهذا يعني أن لقاح فيروس نقص المناعة البشرية الناجح، يجب أن يكون قادراً على استهداف العديد من الأجسام المضادة المعادلة التي تغطي مجموعة واسعة من البروتينات».
وأظهرت الأبحاث السابقة أن بعض الأشخاص ينتجون بشكل طبيعي أجساماً مضادة (bnAbs). ويحاول العلماء تقليد هذه القدرة، وتحقيقاً لهذه الغاية، لاحظ الباحثون في الدراسة الجديدة أن «فيروس نقص المناعة البشرية يحتوي على 6 وحدات فرعية من البروتينات تساعد في الإصابة بالعدوى؛ 3 ترتبط بالخلايا المستهدفة و3 تندمج مع أغشية الخلايا».
ووجد الباحثون مريضاً مصاباً بفيروس نقص المناعة البشرية في سن الثالثة كانت لديه الأجسام المضادة (bnAbs) بشكل طبيعي، وبالتالي وفرت له حماية ضد جميع الوحدات الفرعية.
كما وجد الباحثون طريقة لعزل ومحاكاة الأجسام المضادة في ذلك المريض ثم استخدموها لتطوير لقاحهم. وأضافوا أيضاً مادة مساعدة، وهي مادة كيميائية معروفة للمساعدة في الاستجابة المناعية.
وعند اختبار لقاحهم الجديد مع «قرود المكاك». وجدوا أنه «(شبه فعال) في توفير حماية من الفيروس لأولئك الذين أعطوا جرعات منخفضة منه، و(فعال للغاية) في أولئك الذين أعطوا جرعة كاملة».
سيرياهوم نيوز 6 – الشرق الأوسط