آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » لكل عمل أخلاقياته

لكل عمل أخلاقياته

غصون سليمان:
لعل الحكمة تشمل المعرفة والفهم وأخلاقيات العمل يجب أن تتحلى بالأذواق الرفيعة الراقية التي يتميز بها البشر ،وخاصة من تفرض عليهم ظروف عملهم الاحتكاك بالآخرين لاسيما في الأوقات العصيبة.
للإضاءة على جزء من جوانب المهنة نستعرض في هذه السطور ما ذكره الدكتور عامر عدي في محاضرة له مؤخرا لرابطة طب الأسرة والمجتمع حول أخلاقيات مهنة الطبيب حيث قال انه لايمكن التحدث عن أخلاقيات هذه المهنة دون التعريج على قسم أبو قراط والذي ملخصه احترام ورعاية المعلم ،احترام المريض والحرص على مصلحته ،العفة والأمانة ، التمتع بأخلاق عالية ،المحافظة على السر الطبي للمريض.كما لا يمكننا أن نتكلم عن أخلاقيات المهنة دون أن نعرج على البيمارستان النوري والذي يعتبر أهم وأول جامعة طبية وأول مشفى في الشرق، وعندما كان الغرب غارقا بحالته كان لدينا مشفى بيمارستان النور الذي ينسب للملك العادل الذي أسسه من١١١٧-١١٧٤ وأنشىء عام ١١٥٤.وبين أنه كان أول نظام بالعالم بالمشافي انشىء البيمارستان النوري وكان يقال بأن النظافة تأخذ مداها،فمن كثرة النظافة والروائح الطيبة يذكر أن هناك فقيرا كان يمر أمام المكان فافتعل قصة أنه مريض كي يدخل إلى هذا المكان بغية تناول الطعام والمنامة فمثل دور المريض وأنه أصيب بألم حاد في بطنه،معتقدا أن تنطلي الحيلة على القائمين في المشفى وعندما استقبله الطبيب النوري بلباسه الأبيض وقام على فحصه بشكل دقيق طمأنه بعبارة” لاعليك” وطلب من الموجودين إبقاءه ثلاثة ايام وتقديم كل ما يحتاجه في الوجبات الثلاث من طعام وشراب ،دون أن يوجه باعطائه أي حبة دواء ،فهو لم يكن يعاني من مرض وانما من الفقر والجوع ،وبعد ثلاثة أيام قيل له نحن ضيافتنا ثلاثة أيام، مايدل على حذاقة الطبيب الذي لم يمر عليه المرض،وانما دلل على حسن التعامل بين الطبيب والمريض،ويقال انه حين كان يتخرج المريض كان يعطى مبلغا من المال يكفيه لفترة النقاهة وما تحتاجه من لوازم.

وبالتالي يكفي أن تخرج من البيمارستان النوري الطبيب الشهير ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى.
ويضيف الدكتور عدي أنه إذا مااردنا الحديث عن أخلاقيات المهنة لابد من التحلي بالحكمة والتي هي رأس كل عمل وتعني جودة التفكير ،ودقة التعبير،ووجوب أن يتحلى الطبيب بالحلم كي يتعلم، وألاٌ تفارقه الابتسامة ،والمرونة وتلك صفة هامة جدا وخاصة في الأمراض المزمنة من قلبية وسكر وغيره،بمعنى يجب أن يكون الطبيب مرنا وهادئا ومتأنيا،لأن التشخيص يحتاج تلك الصفات.
والأمر المهم الآخر الذي أشار إليه الدكتور عدي هو الصدق الذي يمثل الفضيلة الكبرى وأجود ما تكون الحاجة إليه هو مهنة الطب ،فلا تقتصر أخبار المريض على حقيقة مرضه وطريقة إخباره بهذه الحقيقة ،وإنما يحتاج إلى الحكمة ،فإذا لم يكن الطبيب قادرا بذاته على العلاج بالشكل المطلوب يحول الى طبيب آخر ذي خبرة أعلى .
وختم الدكتور عدي حديثه بالقول : يخرج الطبيب كل يوم من بيته متوجها إلى عيادته ومكان عمله،وفي هذه اللحظات يجب عليه أن يستحضر الرسالة العظيمة التي يحملها،وهي تغيير حياة الناس،فالمرض يستنفد مقدرات الأمم،والمريض موصوف،والدواء رحمة من رب العالمين،والطبيب هو الرسول الذي يلبس ثوب الرحمة ويتمتع بها.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...