“اليوتيوبر” كلمة جيدة بدأت تطرق مسامعنا خلال السنوات القليلة الماضية وهي مشتقة من موقع اليوتيوب وتعني صانع المحتوى بغض النظر عما يقدمه، وما لبثت هذه التسمية أن تحولت إلى مهنة لكل ما يطمح إلى الشهرة وتحقيق الربح أو من لا مهنة له، ولدينا في العالم العربي الآلاف من اليوتيوبرات حيث لا تكلف هذه المهنة صاحبها سوى امتلاك جهاز جوال بمواصفات كاميرا جيدة حتى يحقق الشهرة من خلال ما يقدمه سواء كان نافعاً أم تافهاً، وإذا كانت اليوتيوبر فتاة فيكفي أن تكون جميلة لتحقق أعلى نسبة متابعة.
خبير تكنولوجيا: لابدّ من مراقبة ما يقدم من محتوى ومشاهير أكثر تأثيراً
منذ أربع سنوات دخلت بيسان هذا العالم لتصبح يوتيوبر شهيرة على اليوتيوب لديها مئات الألوف من المتابعين وتقول كانت القصة في البداية لمجرد التسلية ونشر صوري وعمل مقاطع فيدو أثناء ذهابي إلى الجامعة وبدأت المشاهدات تزداد لدي ومن ثم انهالت علي عروض لعمل إعلانات عن الملابس أو أدوات التجميل وخلال فترة قصيرة انقلبت حياتي من فتاة تأخذ مصروفها من والدها إلى سيدة أعمال أقوم بعمل إعلانات لمحال تجارية وماركات معروفة وصل عدد المتابعين إلى ما يقارب المليون متابع من مختلف الدول العربية.
وتضيف: إعلانات المطاعم والكافيهات أقوم بتقديمها على الإنستغرام فلدي عليه ما يقارب مليون متابع لان اليوتيوب للجمهور الذى يريد المحتوى أما الإنستغرام فيبدأ بـ “ستوري” أو قصة بأنني سوف أقدم شرح محتوى المنتج الذي أقوم بالإعلان عنه خلال فيديو قصير.
موجة اليوتيوب
أما اليوتيوبر عصام فيوضح أنه بحث طويلاً عن عمل فلم يجد امامه إلّا أن يركب موجه اليوتيوب وبدأ يعمل فيديوهات عن الطبخ، مشيراً إلى أن اليوتيوب يقيم الفيديو بعد ساعة من عرضه، واذا لم يتم التفاعل معه يصبح الفيديو مملاً، فعندما يكتب صانع المحتوى عنواناً على الفيديو ويدخل المشاهد ويجد المحتوى مختلفاً فسيخرج الجمهور بعد ثانيتين فيصبح فيديو مضللاً ليقوم اليوتيوب بوضعه أسفل كي لا يشاهده أحد، ودائماً تبحث عما يفضله الجمهور وتجد إرشادات يقدمها لك اليوتيوب، فإذا كان الفيديو ناجحاً، يخطرك بسبب نجاحه لأن الجمهور شاهده مدة طويلة أو لأنه أعجبهم، لتتعلم عوامل نجاح الفيديو وتعمل عليها مرة أخرى.
الدكتورة ضاهر : عدد غير قليل يمتهن مهنة «اليوتيوبر» يلجؤون للإثارة
والبحث عن التريند من دون درجة من الوعى لصورتهم وتأثيرهم السلبى على الشباب
في حين يؤكد اليوتيوبر علي أن اليوتيوب أو حتى الإنستغرام لا يفضل المحتوى المثير للجدل والخلافات والانتقادات أو أخباراً سلبية ويفضل المحتوى الترفيهي الذي يحصد مشاهدات واسعة مثل الطبخ أو الغناء أو عرض الأزياء وغيرها من القصص الترفيهية.
محتوى تعليمي
غادة مدرّسة لغة إنكليزية تقول: بدأت بتقديم محتوى تعليمي لطلاب الشهادة الثانوية من خلال مقاطع لتعليم قواعد اللغة الانكليزية وقمت بتغيير المنظور لتعليم اللغة الانجليزية لأني أقوم بتعليمها بطريقة سلسة وسهلة مع اختيار جمل قصيرة تساعد الطالب على حفظها وقمت بالإعلان لبعض القواميس أو كتب تعليم اللغة.
المشاهير الأكثر مشاهدة
ويعّرف المهندس وليد تنبكجي خبير تكنولوجيا معلومات، اليوتيوبر بأنه من يستخدم اليوتيوب من أجل بث المحتوى الخاص به، فمشاهير اليوتيوب هم الذين تتعدى مشاهدتهم الملايين حيث يحصل على 30 % لكل مليون مشاهدة من الإعلانات التى توضع على الفيديوهات فغالباً كل مليون مشاهدة قد يحصل على ما يعادل 15 مليون ليرة فلو عمل 10 ملايين مشاهدة يحصل على 50 مليوناً، وهكذا فهي أموال غير ثابتة لأنها مرتبطة بعدد الإعلانات.
المحتوى غير الأخلاقي المقدم لا تعدّه المنصة محتوى غير أخلاقي فهو يختلف من دولة لأخرى
ويوضح أن معدل الاستخدام اليومي للفرد ما يقرب من 8 ساعات نصفها “سوشيال ميديا” والبقية استخدام مختلف، ويرى أن المحتوى غير الأخلاقي المقدم لا تعدّه المنصة محتوى غير أخلاقي، فهو يختلف من دولة لأخرى، وما يحد من هذه الظاهرة هو الجمهور المشاهد للمحتوى والذي غالباً ما يقبل على مشاهدة مقاطع الفيديو التي كتب عليها سري أو خطير أو شاهد قبل الحذف، وثانياً يوجد أشخاص هدفهم صناعة محتوى مزيف لتحقيق أعلى نسبة مشاهدات وأن يصبح تريند وغالباً ما يكون المشاهير هم أكثر تأثيراً.
فالفيس بوك يحسب المشاهدة بعد ثلاث ثوان واليوتيوب بعد نصف دقيقة، وثالثاً المحتويات التى يتم وضعها ليس عليها رقابة من الأهل فمن تمت ملاحقتهم قانونياً لا يتعدون 5% من الموجودين على السوشيال ميديا.
من تمت ملاحقتهم قانونياً لا يتعدون 5% من الموجودين على السوشيال ميديا
لافتاً إلى أن اليوتيوب بدأ ينتشر مع ظهوره منذ عام 2005 وأصبح يعطي أموالاً كمزايا فى السنوات الخمس الأخيرة وربطها بعدد المشاركات بالموقع نفسه ما دفع الكثير للاتجاه لذلك بغرض الربح والبحث عن الشهرة، مشيراً إلى وجود محتويات هادفة لنفع الناس وتحقيق الصالح العام أو محتوى إخباري وترفيهي أو من أجل التواجد ذاته.
تقنين تلك الممارسة
وتوضح الدكتورة حنان ضاهر من قسم التربية بجامعة دمشق في تصريح لـ “تشرين” أن هناك عدداً غير قليل يمتهن مهنة «اليوتيوبر» يلجؤون للإثارة والبحث عن التريند لتحقيق مكسب مالي دون درجة من الوعي لصورتهم وتأثيرهم السلبي على الشباب والمجتمع،
محامية: بإمكان المواطنين الإبلاغ عن أي صانع محتوى وتقديم معروض يوضحون فيه أن ما يُقدم فيه إساءة للمجتمع والأفراد
فمن الممكن تقنين تلك الممارسة ونقوم بتدريبهم وتوعيتهم بكيفية تقديم مادة من دون تجاوز الحدود وتحقيق مشاهدات كبيرة من المتابعين ولديك محتوى أخلاقي يحظى بالاحترام والتقدير للحفاظ على صورتك ومكانتك.
من جانبها المحامية رهف عبد الرحيم أشارت في حديثها لـ “تشرين” إلى أنه بإمكان المواطنين الإبلاغ عن أي صانع محتوى وتقديم معروض يوضحون فيه أن ما يُقدم فيه إساءة للأفراد والمجتمع.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين