دحام السلطان
دخلت قضية قطع مياه الشرب القادمة من محطة «علوك» المحتلة إلى مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي شهرها الخامس على التوالي دون ظهور حلول أو انفراجات تلوح بالأفق، أمام صمت وتخاذل المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية بأكملها تجاه ممارسات المحتل التركي والميليشيات المرتهنة له.
وفي ضوء قطع مياه الشرب وعدم وصولها إلى منازل المواطنين في المدينة وضواحيها وريفها الغربي، خلال فترة عملها وقبل قطع التيار الكهربائي القادم إليها من محطة كهرباء بلدة الدرباسية الحدودية مع تركيا، جراء التعديات التي كانت قد أصبحت أمراً واقعاً وتجري بشكل دائم على خطوط جر المياه الممتدة منها إلى خزاناتها الرئيسة في محطة مياه «الحمة» القريبة من مدينة الحسكة، دونما روادع نهائية قطعية وصارمة دفعت إلى التمادي المتواصل في سقاية المزروعات الصيفية والشتوية على حد سواء، وسط أنباء محلية كانت تتوارد من المنطقة وتفيد عن مشاهدات ميدانية لزراعات مشبوهة في مناطق متفرقة من أرياف المنطقة الخاضعة لسيطرة المحتل التركي، وتؤكد زراعة للنبات المخدّر داخل الأراضي الزراعية في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري، إضافة إلى التعدي المتواصل أيضاً على الخط الناقل للتيار الكهربائي القادم من محطة كهرباء بلدة الدرباسية باتجاه محطة «علوك» المحتلة، ما أدى إلى التوقف التام للمحطة، والنهائي لضخ المياه في المحطة وباتجاه خزانات محطة الحمة المشار إليها والمغذية لمدينة الحسكة وقطاعاتها وريفها الغربي بمياه الشرب، ناهيك عن تعرّض محتويات المحطة نفسها وتجهيزاتها التقنية إلى السرقة مثل كل مرة.
الأمر الذي دفع الأهالي إلى استخدام الآبار المنزلية السطحية «غير الصالحة للشرب» التي قاموا بحفرها أمام منازلهم مجبرين على ذلك، والتي بدورها جفت هي الأخرى بشكل شبه كامل، إضافة إلى شراء صهاريج مياه للشرب «غير موثوقة المصدر»، بأسعار «بعيدة عن عيون الرقابة» تصل إلى 15 ألف ليرة لصهريج خمسة براميل، وسط هذه الظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها المواطن، إضافة إلى ظروف انتشار الأوبئة والجائحة المرضية المزمنة التي انتشرت بكثافة في مدينة الحسكة وريفها بشكل واضح وحسب المصادر الصحية بالمحافظة إلى الآن، ما سيؤدي إلى تفاقم المشكلة وتمددها من دون حلول مقنعة قطعية والمدينة وضواحيها وريفها الغربي مقبلون على فصل الصيف، على الرغم من حجم سيول الوفود الأممية التي تُمثل المنظمات الدولية وتزور المحافظة بشكل كثيف ومستمر ولكن من دون جدوى وبوعود لا يزال حبرها على الورق؟
مدير عام مؤسسة المياه محمود العكلة أكد لـ«الوطن» أن الحلول البديلة لا تزال على حالها ودون المستوى ولا تفي بالغرض، ولا جديد قد يبشّر بانفراجات أو حلول جذرية باتجاه «علوك»، وجميع الحلول الموجودة اليوم خجولة جداً، ولا تؤدي الغرض إطلاقاً وهي ما زالت تتم بالطريقة التقليدية كما هي الحال الحاصلة في مخيمات النزوح التي نُصبت للمهجّرين فقط، من خلال محطات التحلية الموجودة في الحدائق العامة التي يصل عددها إلى 16 محطة عاملة من أصل 20 محطة، بطاقة ضخ إنتاجية يومية محددة بـ2 م3 فقط في الساعة، وبإمكانيات خجولة جداً تقوم بإيصال مياه الشرب للمواطنين من خلال الأواني المنزلية البسيطة المستخدمة في البيوت وهي دون المستوى المأمول منها، لأن حجم العمل فيها دون المستوى والحجم المطلوب للمواطن وقضاء حاجته، وفي ظل حاجة المواطنين للمياه وسط الظروف الراهنة اليوم؟
وأوضح العكلة أن الحلول النهائية تكمن عند المساعي التي يبذلها الأصدقاء الروس فقط في إزالة التعديات التي تقع على محاور خطوط نقل المياه عبر الأراضي التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي، حين يتم تشغيل الآبار في المحطة التي من الممكن أن تضع حداً للمشكلة وتنهيها بشكل جذري لعودة محطة «علوك» إلى عهدة المؤسسة لمتابعة عملها الاعتيادي وإجراء الصيانات الفنية اللازمة لها من خلال طاقم عمل المؤسسة، لافتاً إلى أن المؤسسة لا سلطة لها على أسعار صهاريج المياه المرتفعة الثمن، التي تقوم بجلب مياه الشرب من غير مناهل المياه الرسمية التابعة للمؤسسة التي توقف عملها بتوقف محطة «علوك» عن العمل، مضيفاً: إن هذا ينطبق أيضاً على خط جر المياه القادم من نهر الفرات من المحور الجنوبي للمحافظة قبل أن ينحسر منسوب جريانه هو الآخر في الفترة الأخيرة، الذي كان يغذي محطة مياه حي العزيزية ومنها للأحياء الواقعة في القسم الغربي والجنوبي من المدينة وبكميات قليلة وضعيفة، والذي توقف هو الآخر عن العمل ولأسباب خارجة عن إرادة المؤسسة حيث يقع خارج نطاق عملها من جراء التعديات عليه هو الآخر في المنطقة هناك، ليبقى الوضع على ما هو عليه إلى الآن وإشعار حلوله غير معلومة الموعد.
سيرياهوم نيوز1-الوطن