واصل النظام التركي للعام الثاني على التوالي ممارساته العدوانية بحبس القسم الأكبر من حصتي سورية والعراق من مياه نهر الفرات الذي يعتبر مصدراً رئيسياً لمياه الري والشرب، ما ينذر بحدوث كارثة بيئية تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية والعراق، نتيجة تدهور الثروة الحيوانية والزراعية على ضفاف النهر.
وفي تقرير لها، تحدثت مصادر إعلامية معارضة أمس، أن النظام التركي يواصل للعام الثاني حبس معظم حصتي سورية والعراق من مياه نهر الفرات، حيث يمرر الجانب التركي إلى سورية 200 متر مكعب في الثانية أو أقل في بعض الأيام والأشهر، بدلاً من تمرير 500 متر مكعب بالثانية على الأقل حسب ما هو متفق عليه بين الجانبين السوري والتركي.
ولفتت إلى أنه نظراً لانخفاض المياه في النهر، دعت ما يسمى «هيئة الزراعة في الرقة» التابعة لما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، المزارعين إلى اللجوء لخطة زراعية جديدة، وهي أن تتم زراعة ما نسبته 25 بالمئة من مساحات الأراضي بالذرة الصفراء، حيث تسبب انخفاض منسوب المياه في النهر إلى تدهور الثروة الحيوانية والزراعية على ضفافه.
وجددت المصادر تحذيرها من وجود كارثة بيئية تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية، إضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تهدد نحو مليونين ونصف المليون من السكان المستفيدين من نهر الفرات في مناطق متفرقة من الرقة والحسكة ودير الزور وريف حلب.
وفي الثامن عشر من الشهر الماضي، حذر تقرير من أن مواصلة النظام التركي حبس قسم كبير من حصة سورية من مياه نهر الفرات، تنذر بحدوث كارثة إنسانية تهدد نحو مليونين ونصف المليون من السكان المستفيدين منها في عدة محافظات، حيث أدى انقطاع وجفاف مياهه في دير الزور وباقي مناطق شمال وشرق سورية إلى تلوث مياه النهر وانتشار النفايات على مساحات واسعة منه وسط مخاوف لدى الأهالي ممن يقطنون في المناطق القريبة من النهر وعلى ضفافه.
وفي نهاية الشهر الماضي، سلط تقرير لوكالة «هاوار» الكردية الضوء على مواصلة النظام التركي ممارساته العدوانية وانتهاكاته، من خلال استمرار تعدياته وحبس معظم حصة سورية من مياه نهر الفرات من دون إعارة أي اهتمام لما تسببه إجراءاته من أمراض بحق البشر ومن كوارث بيئية.
وقالت: إن «انخفاض منسوب مياه الفرات، التي يتحكم النظام التركي بتدفقها إلى الأراضي السورية، حول مجراه إلى مستنقعات أصبحت «موطناً» للكثير من الحشرات الضارة، ونتيجة لذلك لم تعد مياه النهر صالحة للشرب كما في الماضي».
كما حذرت 6 منظمات إغاثة دولية في الثاني والعشرين من آب الماضي، من أن ملايين الأشخاص في سورية والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي، بسبب قلة هطل الأمطار والجفاف، واستيلاء النظام التركي على مياه نهري دجلة والفرات.
ووقعت سورية والنظام التركي بروتوكولاً في عام 1987، نص على تعهــد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً مــن الميــاه يزيد علــى 500 متر مكعب في الثانيــة للجانــب السوري، وبعد ذلك بعامين اتفق الجانب السوري مع العراق على تمرير 58 بالمئة من مياه الفرات نحو الأراضي العراقية مقابل 42 بالمئة إلى سورية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن