آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » للعولمة جبهاتها الكثيرة ..ماذا تقول ثقافتنا لها..؟

للعولمة جبهاتها الكثيرة ..ماذا تقول ثقافتنا لها..؟

آنا عزيز الخضر:

يعمل عدونا على اخضاعنا بكل أساليبه ليبسط سيطرته المطلقة على وطننا ومقدراتنا وثقافتنا، مستخدما كافة اسلحته لإضعافنا ،والعولمة احدى وسائله، يسوقها ويرسخها،ويعمم أفكارها،كي يسهل الطريق أمامه لإماهة هويتنا مع مفاهيم العولمة، تلك التي تتقدم الينا ،باسم التطور والمتغيرات، التي تفرض نفسها على الجميع في شتى أنحاء العالم، تحت عناوين براقة ،أما هي في حقيقتها أحد الأذرع الخفية، التي تحاول السيطرة على العقول والاوطان باﻻبهار والتزييف، لتمهد الطريق أمام استعباد الشعوب والمجتمعات أكثر وأكثر …وقد نبه سيادة الرئيس بشار الأسد الى ضرورة محاربتها وفضح أبعادها و مواجهة مفاهيمها في خطابه في جامع العثمان مؤخرا ،وذلك لما تمتلكه من خفايا ونوايا خبيثة وعدوانية بين سطورها..ويأتي دور الثقافة والأدب على درجة من الأهمية في محاربة العولمة وتعرية حقائقها..
حول ذلك تحدث الكاتب ( أحمد علي هﻻل) قائﻻ:
الأرجح أن العولمة في أخطارها المحدقة تظل بمثابة حالة استنفار للهويات والخصوصيات، لاسيما بمحاولتها اجتياح، كل تلك الأنساق الفارة في الوعي الجمعي، فضلاً عن جملة من الأخطار الأخرى، بمعنى أن خطاب العولمة، سيتعدى إلى الآداب والفنون كافة وفي طريقة التواصل، ما من شأنه أن يأخذنا إلى تغير منظومات القيم وطرائق التفكير، وأكثر من ذلك نزعة التشييء والتسليع والاستهلاك والاستلاب، وتلك الاصطلاحات التي باتت سائدة وثمة من يتوسل توطينها في أرض التفكير والممارسة، لكن في المقابل ثمة من يذهبون إلى تأصيل الوعي بالمنظومات القيمية والأخلاقية والفكرية صوناً للشخصية، وإدراكاً لخصوصيتها الذي يعني دورها الفاعل في مسيرة الحضارة، فإن نتعرف هويتنا وهي مشروعة، لتكتمل بها شخصيتنا الوطنية والقومية والإنسانية ذهاباً إلى ترسيخ قيمي لا يعني الانغلاق على الذات بقدر ما يعني الانفتاح على الآخر في النسيج الإنساني والمشترك الإنساني، ومع التباس تلك الطروحات العولمية التي استهدفت كل منظومات التفكير الإنساني، لغرض أكثر من تقني وحداثي كما يتبدى، بل إن الخطورة كل الخطورة في ما تنجزه العولمة على مستوى نظرية المعرفة وتغيير القواعد، قد يفوق بخطورته مجرد الانشداد إلى الهوية وخطابها، وفي هذا السياق فإن الدلالة الاستراتيجية لما بعد العولمة ستكمن في إعادة التأهيل والضبط، ليس للمصطلحات والأفكار ونسق المفاهيم فحسب، بل لطرائق التفكير الذي لا يتجاوز البدهيات والمسلمات بقدر ما يعيد تأهيلها على أسس التشاركية والتعدد والتنوع الثري، بما له من انعكاس خلاق في خطاب الإبداع والثقافة، لأن تحرير الوعي بالثقافة الفاعلة والبناءة هو ما يمكن له أن ينتج أدباً حقيقياً يعني الرسوخ والانفتاح بآن، كما للخطابات الدرامية أن تعيد تعضيد العلاقة المجتمعية في منظور القيم الجديدة بعيداً عن نزعتي الاستلاب والاستهلاك.
وما ذهب إليه خطاب السيد الرئيس بشار الأسد مؤخرا في لقائه بالمؤسسة الدينية هو تعضيد الفهم الاصطلاحي انطلاقاً من نظرية المعرفة واستشراف قيم المواطنة الحقة ، ليضعنا على أفق تلك التحولات العاصفة، لكنها من تستوجب الاستجابة لتحدياتها، الاستجابة الواعية والناجعة التي لا تعصف بالهوية بقدر ما تعيد تشكيلها بوعي مختلف يحرص على التماسك المجتمعي والقيمي في وجه رياح العولمة وآثارها اللامحدودة، وتلك المنظومات القارة في وجداننا الجمعي بما تمتلك من أصالة وحساسية لابد لها من أن يكون ثمة وعي جديد ينهض بالأدوار وطرائق التفكير حتى يصبح تعبيرنا الحضاري بالمتعدد، هو أقرب إلى حقيقة أدوارنا وعقدنا الاجتماعي الأخلاقي والمعرفي الناجز…
أما الكاتب سجيع قرقماز قال:
عندما نلجأ الى تاريخنا الحقيقي ، وليس الذي فرض ويفرض علينا ، نكون قد حافظنا على خصوصيتنا التاريخية والاجتماعية والفكرية .. وهذا ما نحتاجه فعلاً ….
في الأدب والفن لا ينجح اي اتجاهٍ نحو ثقافةٍ أخرى عالمية أو دولية ، بل ينجح الاتجاه نحو العميق من ثقافتنا واعادة احيائها لو متأثرةً بنوعيات واتجاهات جديدة ، شرط الا تفقد خصوصيتها
. بإنتاج المحلي ، ولا يمنع أن يتأثر بالسائد فيما يغنيه ، نكون قد حافظنا على ثقافتنا التي تناسبنا ، ولا نكون قد هربنا او خفنا من العولمة.

(سيرياهوم نيوز-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أنباء سحب الجنسية من نوال الكويتية تثير الجدل.. وحقيقة اعتزالها تكشف!

تصدر اسم الفنانة نوال الكويتية محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول أنباء عن سحب جنسيتها الكويتية، وهو ما أثار الجدل بين المتابعين والمستخدمين. وتأتي ...