غيداء حسن
مع اقتراب أيام العيد يحاول المواطنون أن يعيدوا شيئاً من ذكريات الماضي في الاحتفال بهذه المناسبة، متجاوزين كل الضغوطات التي تعترض حياتهم المعيشية علهم يدخلون شيئاً من الفرح إلى أفراد أسرهم.
ولكن اليوم ومع ارتفاع الأسعار الذي طال كل شيء فقد حُرم الكثيرون هذه الفرحة ولو بأبسط مقوماتها، فمن أسعار الألبسة الكاوية التي باتت تعرض على واجهات المحال لـ(الفرجة) فقط والتي تجاوزت أسعارها حدود المعقول بمبررات وحجج كثيرة تبدأ من أن تاجر الجملة هو من يرفع السعر من المصدر وهذا بدوره يعيد السبب إلى صاحب المعمل الذي حجته دائماً حاضرة ومتمثلة في ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة الألبسة وغيرها من المبررات التي درجت العادة على سماعها مؤخراً وبكثرة، ليأتي موضوع شراء بعض الحلويات وهذه بدورها بتنا نسمع أرقاماً عن أسعارها لم نكن نتخيلها.
إذ تجاوزت حدود المنطق وطبعاً أصحاب محال الحلويات كسابقيهم من أصحاب محال الألبسة لهم مبرراتهم الحاضرة بإعادة هذا الغلاء إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية من طحين ومكسرات وغيرها وصولاً إلى أسعار السمن الذي أصبح لوحده يحتاج ميزانية خاصة، فمثلاً فاق سعر كيلو السمن النباتي من الأنواع العادية جداً الثمانية آلاف ليرة وصولاً إلى 45 ألف ليرة لكيلو السمن البقري وطبعاً هذه الأسعار في محال الجملة، فلو حاولت بعض الأسر أن تحضر حلوياتها في المنزل ولو بكميات قليلة فستعترضها أسعار المواد الأولية، ما قد يضطرها لإلغاء الفكرة والاستغناء عن عنصر مهم من طقوس العيد وتكون أيامه كباقي أيام السنة.
وهنا تظهر الحاجة الماسة إلى تكثيف الرقابة وزيادة عناصرها أكثر وأكثر على الأسواق في هذه الفترة وتحديداً الأسواق الخاصة بمستلزمات العيد, مع تشديد العقوبة لكل من يستغل تلك المناسبات، ليرفع أسعار مواده لعل ذلك يسهم في تخفيف جشع المستغلين وإمكانية حصول الناس على بعض حاجاتهم الضرورية بما يتناسب مع قدراتهم الشرائية.. وتكون فرحة العيد فعلاً قد مرت على الناس ولو بأبسط صورها ..فهل سنشهد ذلك؟
سيرياهوم نيوز 6 – تشرين