من المعروف أن تشارلز داروين استخدم نظريته “البقاء على قيد الحياة للأصلح” في القرن التاسع عشر لشرح سبب طول أعناق الزرافات.
وقال عالم الطبيعة الإنجليزي:” إنه قبل ملايين السنين، يمكن للزرافات ذات الأعناق الأطول أن تصل إلى المزيد من الأوراق على الأشجار وتنجو من المنافسة”.
والآن، يوضح العلماء في الولايات المتحدة النتائج التي توصل إليها داروين بنظرية جديدة- ويعتقدون أن الإناث هي التي عززت السمة التطورية.
ووجدوا أن إناث الزرافات لها أعناق أطول نسبياً من الذكور- ومن المحتمل أن تكون الاحتياجات الغذائية العالية للإناث من الحمل والرضاعة هي السبب.
وقال قائد الدراسة-التي تستند إلى نظرية داروين ولا تؤكدها-دوغلاس كافينر-أستاذ علم الأحياء بجامعة ولاية بنسلفانيا:” إنّ الزرافات هي آكلة صعبة الإرضاء، إنهم يأكلون أوراق عدد قليل فقط من أنواع الأشجار، وتسمح لهم الأعناق الأطول بالوصول إلى عمق الأشجار للحصول على الأوراق التي لا يستطيع أي كائن آخر القيام بها.”
“وبمجرد أن تبلغ الإناث أربع أو خمس سنوات من العمر، فإنهن دائماً ما يكونن حوامل ومرضعات، لذلك نعتقد أن المتطلبات الغذائية المتزايدة للإناث أدت إلى تطور أعناق الزرافات الطويلة.”
ويوضح البروفيسور كافينر وزملاؤه أنه نظراً لارتفاع الطلب الغذائي، تحتاج الإناث إلى رقبة طويلة للوصول إلى أعماق الأشجار للحصول على أفضل الأوراق.
ومن أجل الدراسة، جمع الباحثون آلاف الصور لزرافات الماساي الأسيرة والبرية-وهي نوع موطنه شرق إفريقيا.
ووجدوا أنه في كل من الزرافات الأسيرة والبرية، يكون للإناث أعناق أطول نسبياً من الذكور، ولدى الإناث أيضاً جذوع أطول نسبياً، ومن ناحية أخرى، لدى الذكور البالغين أعناق أوسع، تساعدها في التنافس أثناء المعارك.
ووفقاً للخبراء، ينمو الذكور بشكل عام بشكل أسرع في السنة الأولى، ويشير تطور الرقاب الطويلة عندها للمنافسة بين الذكور، الذين يتأرجحون أعناقهم في بعضهم البعض لتأكيد الهيمنة، والتي تسمى سجال الرقبة.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة