آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » لماذا تنتشر شائعات “الإخوان” سريعاً رغم انكشاف تضليلهم الإعلامي مراراً؟

لماذا تنتشر شائعات “الإخوان” سريعاً رغم انكشاف تضليلهم الإعلامي مراراً؟

رصد تقرير لمجلس الوزراء المصري، الصادر في شباط/فبراير الماضي زيادة بنسبة 16 بالمئة في معدل انتشار الشائعات خلال عام 2024.

 

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مرتين على الأقل، خلال الأيام الماضية، بأخبار روّجتها جماعة “الإخوان المسلمين” ومنصات تابعة أو موالية لها، وبعدما ثبت أن تلك الأخبار مضللة، تجاهلت معظم تلك المنصات نشر تكذيب أو اعتذار.

الخبر الأول زعم  وجود جسر جوي عبر سيناء لنقل السلاح إلى إسرائيل. وقد تراجعت الجهة التي أصدرته، وسحبت بيانها. والجهة تدعى “مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان”، وهي ليست موجودة في مصر.

والخبر الثاني ادعى أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ناقشا خلال لقائهما في القاهرة السبت خطة لتهجير سكان غزة إلى مصر مقابل منح مالية كبيرة.

تم نفي الخبر الثاني رسمياً بعد ساعات. كما أنه يتضمن طرحاً غير منطقي، فالرئيسان رفضا علانية مراراً وتكراراً تهجير أهالي القطاع من أرضهم، وانتقدت مصر والإمارات الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما أن الدولتين شاركتا في القمة العربية الطارئة في القاهرة، والتي عقدت خصيصاً لمجابهة مقترحات التهجير.

رغم هذا كله، انتشر الخبران سريعاً، بما في ذلك في صفحات مستخدمين غير منتمين فكرياً أو تنظيمياً للجماعة التي صنفتها محكمة مصرية تنظيماً إرهابياً. ولم يحظ الاعتذار عن الخبر الأول، وتكذيب الثاني بقدر يذكر من الانتشار عبر مواقع التواصل.

الخبران يمثلان نقطة في بحر الأخبار المضللة التي تنتجها منصات “الإخوان” أو تتلقفها وتعيد بثها مقتطعة من سياقها. ويٌقدّر حجم الشائعات التي يتم بثها كل عام في مصر بعشرات آلاف الأخبار المضللة.

ورصد تقرير لمجلس الوزراء المصري، الصادر في شباط/فبراير الماضي زيادة بنسبة 16 بالمئة في معدل انتشار الشائعات خلال عام 2024.

 

تشرذم وفعالية
يقول الباحث الأكاديمي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية عمرو عبد المنعم، لـ”النهار”، إنه “رغم تشرذم الإخوان وتفرقهم، إلا أنهم نجحوا في الوصول إلى قطاعات مهمة من الجمهور المصري، لأنهم يستخدمون وسائل غير تقليدية، تتابعها الفئات العمرية من 12-32 سنة بشكل خاص”.

ويضيف أنهم “يقدّمون محتوى معمقاً، مع أنه قد يتضمن 70 بالمئة حقائق و30 بالمئة أكاذيب. ما تقدمه منصات الجماعة لا يمكن وصفه بالمعارضة بأي حال، لكنه رغم ذلك يحمل نكهة مزيفة تبدو وكأنها معارضة”.

ويرى عبد المنعم  أنه “من المهم أن يفتح الإعلام الوطني المجال بصورة أكبر للمعارضة الحقيقية المتزنة، لأن المتلقي، في كثير من الأحيان، يريد أن يسمع أصواتاً معارضة، تعبر عن شواغله، بجانب الأصوات المعبرة عن الحكومة”.

 

“6 أضعاف”
ويرى خبير تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي أحمد عصمت أن ثمة أسباباً عدةً تساهم بسرعة انتشار الأخبار المضللة، أهمها سببان.

ويقول لـ”النهار”: “السبب الأول هو أن الإخوان لديهم شبكة تتناقل الأخبار السلبية بصور متوازية، ويتم توزيعها على الوسائط الإعلامية بتنوعاتها”.

ويضيف: “السبب الثاني هو أن سرعة انتشار الأخبار السلبية والمضللة توازي 6 أضعاف سرعة انتشار الأخبار العادية، وهذا مبني على قاعدة معروفة في مجال الإعلام، وهي: “If it bleed it leads”، ما يعني أنه حين تكون الأخبار دموية أو عنيفة أو سلبية فإنها تتصدر المشهد”.

من الأسباب الأخرى، بحسب رأي الخبير، هو أن “غالبية الناس تشارك الأخبار من دون قراءتها جيداً، فكل منهم يرغب في أن يحقق السبق في النشر، لذا ننصحهم دائماً بأن يقرأوا جيداً، ويتحروا الدقة قبل إعادة النشر. ليس المهم أن تكون أول من ينشر الخبر، لأن هذا قد يكون مضراً”.

ويختم عصمت حديثه بملاحظة أخرى: “ما يساهم في اتساع دائرة الانتشار، أن تلك الشبكة تمتلك بوتات (bots) تقوم بالنشر تلقائياً، ومن ثم فإن الناس ترى الخبر منتشراً بكثافة حولها، ما يدفع البعض – بغض النظر عن توجهه السياسي – لمشاركة الخبر، لأنه يخشى أن يكون الوحيد الذي لم ينشر”.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الولايات المتحدة تضع قاذفاتها في مرمى إيران واليمن… “لا إنذار للحوثيين”

طائرة B-2، التي يبلغ عمرها ثلاثة عقود، هي مصممة في الأصل لحمل الأسلحة النووية   نشرت الولايات المتحدة قاذفات قنابل ثقيلة من طراز B-2 التي ...