لماذا كان المفكر والفيلسوف روجر بيكون يحض على تعلم اللغات..؟

المفكر والفيلسوف والباحث والعالم روجر بيكون هو أحد أشهر تلامذة المفكر روبير غروستيت؛ درس في جامعة أوكسفورد وتعلم أيضاً على يد المعلمين الباريسيين ولكنه كان ينظر إلى الأساتذة والمعلمين الباريسيين على أنهم جاهلون بالعلوم الطبيعية بمقدار ما كان ينظر إلى معلمي أكسفورد بأنهم عالمين بها، ويبدو أن معلماً واحداً فقط حاز رضاه هو بيار دي ماريكو فأطلق عليه لقب معلم التجارب، ويرى بيكون كما أستاذه روبير غروستيت أن كل علم يتطلب الرياضيات، وكان يميل مثل بيار دي ماريكو إلى التجربة، بل ويبدو أن تعبير العلم التجريبي ظهر لأول مرة في مؤلفاته هو، حيث يرى أنه يوجد في الواقع منهجان للمعرفة منهج بالبرهان ومنهج بالتجريب، والتجريب بحسب فلسفته له ميزة على الأول مثلثة من حيث إن التجربة تولد يقيناً يبعد كل نوع من الشك ثم هي توصل إلى نتائج لا يمكن للبرهنة وحدها التوصل إليها كما أنها تمكن الباحث من معرفة الماضي والحاضر والمستقبل ومن بناء الصناعات المفيدة التي يتم تسخيرها في خدمة الإنسان، وبالرغم من العقل العلمي الذي كان يتمتع به بيكون كان يصر على أن الحكمة الوحيدة والحقيقية موجودة فقط في علوم اللاهوت حتى أنه وبالرغم من إثباته أن العلوم الطبيعية هي التي تمكن العلماء من صناعة كل شيء يريده الإنسان إلا أنه كان يصر دائماً على أن حتى تلك العلوم ليست غايتها الأساس هي فقط هذا الأمر وإنما هي لتكون دليلاً لإثبات تلك الفلسفة اللاهوتية التي كان يؤمن بها ولذلك كان يحض دائماً على الإلمام باللغات لأنه كان يرى أن معظم الحكمة والفلسفة موجودة بلغات أجنبية عن لغته الأساس.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)