لماذا يجب ألا يمر تصريح ترامب عن حق أمريكا في عبور قناة السويس مجانا مرور الكرام؟ القبول بطلبه سيكون انتهاكا للسيادة والغضب غير كافٍ وهذا هو المطلوب للرد على الحماقات والاستفزازات

ويوضح أن مصر خاضت ثلاث حروب كبرى دفاعًا عن أرضها وسيادتها وقناتها، وقدّمت آلاف الشهداء من خيرة رجالها ضريبة لهذا الحق، مؤكدا أن قناة السويس ليست ممراً مجانيا لأحد، ولا تخضع لابتزاز ولا لإملاءات.

مشرف قالها صراحة: “من أراد العبور فليدفع كغيره، تحت مظلة القانون الدولي، واحترام سيادة مصر الكاملة”.

ويختتم مؤكدا أن من يتخيل نفسه إلهًا فوق البشر، يصدر الأوامر ويتوقع الطاعة، فليُدرك أن مصر لم ولن تكون تابعة لأحد، والمصريون أصحاب الأرض، وأصحاب الدم، وأصحاب القرار.

من جهته اعتبر السفير فرغلي طه كلام ترامب جادا جدا، مشيرا إلى أنه لا يأخذ أى كلام عن قناة السويس ولا عن سيناء بأنه هزل أو إحدى شطحات ترامب ، حتى وإن كان كذلك.

ويتابع قائلا: “ورغم أن ترامب يقول كل حين كلاما وبعد يوم أو خمس دقائق يتراجع عنه، لكن هذه المرة وجب أن يخرج مسئول سياسى مصرى ليعلن بقوة تعبر عن إرادة شعب مصر: أن قناة السويس قناة مصرية تم حفرها بأياد مصرية واستشهد من أجل بنائها والدفاع عنها آلاف المصريين، ولا فضل لأحد على مصر فى كل ذلك ، ومصر قادرة على الدفاع عنها كما كانت دائما.

قناة السويس ملك شعب مصر فقط ، وستبقى كذلك ، وكل من يمر بها سيمر فقط بموافقة مصرية، وسيدفع رسوم المرور فيها كامل.

ويتساءل السفير طه: هل لدينا من يستطيع إعلان ذلك باسم شعب مصر؟!

ويخلص إلى أن ترامب يستعبط ويسوق الهبل على الشيطنة كأى بلطجى يملك عناصر القوة لكنه جبان، لهذا فإنه وإدارته ( وأمريكا نفسها طوال التاريخ ) يجربون الشعوب والدول فإذا ما خاف الناس وتوسلوا ضربوهم وأخذوا كل شيء ، وإذا ما رأوا كرامة وقوة إرادة يتراجعون فورا ( فيتنام ، أفغانستان، بنما، كندا، جرينلاند وغيرهم).

ويختتم مؤكدا أن هناك أمرا آخر لا يقل أهمية وخطورة ، وهو عدم استبعاد أن يكون هذا الكلام بالونة اختبار، بشأن ما تردد من قبل مصريا وعالميا عن “تأجير قناة السويس”، ثم خفت الحديث عنه بسبب ردة الفعل الشعبية ، وربما يكون كلام ترامب فى نفس الإطار ، لافتا إلى أنه هذه المرة لن نطلب فقط من مسئول رسمى بأن يرد ، بل نرد نحن شعب مصر قبله بأنه لا تأجير ولا بيع لا لقناة السويس ولا لأى جزء من سيناء والقناة وسيناء هى آخر وأهم ما تريد معاقل الشر العالمية ومعاقل الفساد والتفريط المحلية والإقليمية.

في ذات السياق يطالب الكاتب نبيل عبد الدولة المصرية بالتصدي لترامب بقوة وحزم وحسم ، مؤكدا أن وراءها الأمة المصرية كلها تجاه هذا التهريج السياسي المتغطرس والمهووس ذهنيا .