آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » لماذا يسبب السفر الإمساك؟

لماذا يسبب السفر الإمساك؟

العلم يشرح دور الجفاف واضطراب الساعة البيولوجية والتوتر في تعطيل حركة الأمعاء أثناء الرحلات.

يعاني كثيرون من اضطراب في الجهاز الهضمي أثناء السفر، ويأتي الإمساك في مقدمة هذه الشكاوى الشائعة، سواء خلال الرحلات الطويلة أو في الأيام الأولى بعد الوصول إلى الوجهة. ورغم أن الأمر يبدو عرضاً عابراً، إلا أن العلم يقدّم تفسيراً واضحاً ومتكاملاً يربط بين السفر، وإيقاع الجسم البيولوجي، ونمط الحياة المتغيّر.

اضطراب الساعة البيولوجية… عندما يختل «إيقاع الأمعاء»

يعمل الجهاز الهضمي وفق ما يُعرف بالساعة البيولوجية أو الإيقاع اليومي (Circadian Rhythm)، وهو نظام داخلي ينظّم توقيت النوم، والشهية، وحركة الأمعاء.
عند السفر، خصوصاً عبر مناطق زمنية مختلفة، يختل هذا الإيقاع، فلا تعود إشارات الجسم المسؤولة عن التبرز منتظمة.

تشير تقارير طبية صادرة عن Cleveland Clinic إلى أن اضطراب الروتين اليومي، مثل مواعيد النوم والطعام، يؤثر مباشرة في حركة القولون، ما يؤدي إلى بطء مرور الفضلات وحدوث الإمساك.

كما تؤكد «الخدمة الصحية الوطنية البريطانية» (NHS) أن اضطراب «الساعة الداخلية» المرتبط بإرهاق السفر واضطراب فروق التوقيت (Jet Lag) ينعكس على الجهاز الهضمي، مسبباً الإمساك أو الانتفاخ.

الجفاف… عامل صامت لكنه مؤثر

من أكثر الأسباب شيوعاً للإمساك أثناء السفر نقص السوائل. الهواء الجاف داخل الطائرات، وتغيّر المناخ، والانشغال عن شرب الماء، كلها عوامل تؤدي إلى الجفاف. وعندما يفتقر الجسم إلى السوائل، يقوم القولون بامتصاص كمية أكبر من الماء من الفضلات، ما يجعل البراز أكثر صلابة وصعوبة في الإخراج.

توضح مؤسسات صحية، بينها Harvard Health Publishing، أن الجفاف يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية للإمساك المؤقت، خصوصاً في ظروف السفر الطويل.

تغيّر النظام الغذائي… ألياف أقل وحركة أبطأ

غالباً ما يترافق السفر مع تغيّر في نوعية الطعام وتوقيته. الوجبات السريعة، الأطعمة الغنية بالدهون، قلة الخضار والفواكه، وزيادة استهلاك الكافيين أو الكحول، جميعها تقلّل من مدخول الألياف الغذائية الضرورية لتحفيز حركة الأمعاء.

وتشير تقارير صحية منشورة في وسائل إعلام عدة، من بينها «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي. بي. سي) و«نيويورك تايمز» إلى أن نقص الألياف، ولو لبضعة أيام، كفيل بإحداث اضطراب ملحوظ في التبرز.

قلّة الحركة… الأمعاء لا تحب الجلوس الطويل

الحركة الجسدية تلعب دوراً أساسياً في تنشيط الجهاز الهضمي. الجلوس لساعات طويلة في الطائرة أو السيارة، أو انخفاض مستوى النشاط البدني خلال السفر، يؤدي إلى تباطؤ حركة الأمعاء.

وتبيّن دراسات فيزولوجية أن المشي المنتظم يساعد على تحفيز التقلصات المعوية، في حين أن الخمول المؤقت قد يكون كافياً لظهور الإمساك.

التوتر والقلق… تأثير مباشر عبر محور الدماغ ــ الأمعاء

يرتبط الجهاز الهضمي بالدماغ عبر ما يُعرف بمحور «الدماغ ــ الأمعاء».
التوتر المرتبط بالسفر، مثل القلق من المواعيد، أو عدم الارتياح لاستخدام دورات المياه العامة، قد يثبط الإشارات العصبية المسؤولة عن التبرز.

وتؤكد أبحاث نفسية ــ جسدية أن الضغط النفسي يمكن أن يبطئ حركة الأمعاء، ما يفسّر شيوع الإمساك لدى بعض المسافرين حتى في غياب عوامل غذائية واضحة.

ماذا تقول الدراسات الميدانية؟

دراسة متابعة نُشرت ضمن أبحاث طبية أوروبية حول صحة المسافرين أظهرت أن نسبة ملحوظة من المشاركين عانوا من تأخر أو غياب التبرز خلال الأيام الأولى من السفر، خاصة في الرحلات الطويلة، وهو ما عزاه الباحثون إلى تداخل عوامل بيولوجية وسلوكية في آن واحد.

الإمساك أثناء السفر ليس ظاهرة عشوائية، بل نتيجة طبيعية لاختلال توازن دقيق بين الساعة البيولوجية، والسوائل، والنظام الغذائي، والحركة، والحالة النفسية. وهو غالباً مؤقت، يزول مع عودة الجسم إلى روتينه المعتاد.

الحفاظ على شرب الماء، إدخال الألياف إلى الوجبات، الحركة المنتظمة، واحترام إشارات الجسم، كلها خطوات بسيطة لكنها مدعومة علمياً للتخفيف من هذه المشكلة الشائعة.

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الصحة تعلق على قصف قسد لمحيط منشآت طبية: انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقيم الأخلاقية

أعلنت وزارة الصحة اليوم ارتقاء شاب ووالدته، وإصابة 8 مواطنين بجروح، بينهم طفل وطفلة، إضافة إلى إصابة عنصرين من الدفاع المدني، جراء قصف قسد الذي ...