آخر الأخبار
الرئيسية » عالم البحار والمحيطات » لماذا يهاجم سمك القرش الإنسان وهل كل أسماك القرش تشكل خطرا على البشر وما هو موقع المياه البحرية السورية من ذلك؟

لماذا يهاجم سمك القرش الإنسان وهل كل أسماك القرش تشكل خطرا على البشر وما هو موقع المياه البحرية السورية من ذلك؟

 

أ.د أديب علي سعد

 

بعد الحادثة المؤلمة التي تعرض لها سائح روسي شاب في مياه البحر الأحمر ووفاته مقابل شاطئ مدينة الغردقة السياحية وتداولها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وتسبب ذلك في خلق حالة من الذعر ، وردني العديد من الاتصالات على الخاص من قبل بعض الطلاب والأصدقاء مستفسرين إن كان محتملا حدوث مثل هذه الحادثة في الشواطئ السورية فإنني أوضح الآتي:

أولا : هناك سببين لهجوم القرش على الإنسان، أولهما من القرش نفسه، حيث يفشل في التعرف على فريسته فيقوم بالهجوم، أي ما يسمى بالهوية الخاطئة ، حيث كشفت الدراسات الميدانية المتخصصة أن سبب ميل بعض أسماك القرش إلى مهاجمة البشر، قد يعود إلى حالة بسيطة من “الهوية الخاطئة” أي فشل في تحديد فريستها. وقد يكون حادث الغردقة أول أمس ناتج عن هذا السبب.، كذلك فإن أسماك القرش البيضاء الكبيرة تهاجم البشر بسبب تشابههم مع الفقمات وأسود البحر (الفرائس المفضلة لديها)

والأمر الثاني سلوك بشري خاطئ من الإنسان في استخدام أسماك أو روائح أثناء الغطس تؤدي إلى استنفار القرش وتحفيزه على الهجوم على الإنسان وخاصة إذا أصيب بجرح ما فإن رائحة الدم تستفز سمك القرش.

وقد أثبتت الدراسات إن 90% من حوادث هجوم القرش على البشر تحدث نتيجة خطأ غير مقصود من أسماك القرش، و10% تحدث نتيجة خطأ من البشر أنفسهم.

ثانيا: ليست كل أسماك القرش شرسة وتهاجم الإنسان، وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن جميع القروش خطيرة على الإنسان فإنه من بين نحو 1150 نوعا من الأسماك الغضروفية ومن ضمنها نحو 500 نوعا من أسماك القرش يوجد عدد قليل جدا منها يشكل خطرا على الإنسان. حيث أثبتت الدراسات وتسجيلات الحوادث التاريخية على مستوى العالم أن هناك أربعة أنواع فقط من أسماك القرش هي التي تورطت في عدد يؤخذ بعين الاعتبار في حوادث غير مستثارة لسمكة القرش ( يعني بظروف طبيعية عادية) وهي قرش النمر والقرش الأبيض الكبير والقرش الثور وقرش الطرف الأبيض المحيطي.

إن السباحة أو التجديف على لوح التزلج هي الأكثر جاذبية للقروش، وتكون أكثر عرضة للعض، خاصة من قبل أسماك القرش البيضاء الفتية التي تكون لها هجمات أكثر من غيرها.

كما أن أسماك القرش البيضاء والنمر والثور هي أكثر الأنواع التي تسبب ذعرًا للكثير من الأشخاص، وذلك لشراستها و لأن معظم حالات الهجوم على الأنسان مرتبطة بها.

وقد أثببت نتائج المراقبة والأبحاث أن البشر الذين يجدفون على ألواح التزلج لديهم تشابه مذهل مع الفقمة وأسود البحر في عيون أسماك القرش البيضاء الصغيرة التي تدعم نظرية الهوية الخاطئة.

نظرًا لأن معظم الأنواع مصابة بعمى الألوان تمامًا، فإن الإشارات المرئية الرئيسية التي تعتمد عليها هي شكل الصورة الظلية التي تطفو على سطح البحر، وتلك التي تتبعها أسماك القرش.

إن أسماك القرش تظهر في توقيت معين من العام وهي بالنسبة لهذه الأنواع خلال الفترة من أيار إلى أيلول ( أي فترة ارتفاع درجة حرارة مياه البحر) وتكون تحمل في بطونها أجنة، لذلك تذهب لبعض المناطق المحددة ومنها ما يكون قريبا من الشواطئ ببضعة أميال، وتتواجد بأعداد كثيرة وكلها إناث وبعدها بشهر تقريبا تظهر الذكور معها بعدد قليل وتزيد بالتدريج بعد ذلك في الشهور التالية مع ظهور إناث أخرى جديدة.

وطبقا للأبحاث العلمية فأن الإنسان ليس علي قوائم القروش الغذائية واللحم البشرى لا يستسيغه القرش

هناك سبب ثالث ظهر حديثا هو تأثيرالتغيير المناخي على سلوك القرش؟ يدعمه تقديم الطعام لأسماك القرش من قبل الإنسان في المناطق السياحية

حيث كشفت دراسة أجراها باحثون أستراليون نشرت نتائجها فى 2018، إنه مع تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض، زادت التحذيرات من تأثير ذلك على هجرة أسماك القرش وزيادة هجماتها خاصة فى فصل الصيف.، كما اكتشف باحثون أمريكيون أن أسماك القرش بدأت تغير مكان سباحتها وتزاوجها ومواقع بحثها عن الغذاء. وربما أيضا الصيد الجائر فى البحر المفتوح قد تسبب فى استنزاف المخزون السمكى الذى تعتمد عليه القروش للبقاء، الأمر الذى يجبر القروش على المغامرة صوب الشاطئ؛ بحثًا عن مصدر آخر للطعام.

وهناك عامل مصدره الإنسان نفسه في المناطق السياحية حيث وجد بعض السائحين سرورا بتقديم الطعام لأسماك القرش، مما ، تسبب فى تغير سلوك القرش حتى باتت عدوانية تجاه البشر بسبب الطعام التى باتت الأسماك متعودة على تلقيها من الإنسان، بالإضافة إلى التغيير المناخى كلها عوامل أدت لتغير سلوك القروش.

في البحر الأبيض المتوسط، لا تحدث سوى القليل من الهجمات على البشر مقارنة بالمسطحات الأخرى

وإن أغلبية الهجمات التي حدثت في البحر الأبيض المتوسط كانت بالقرب من سواحل إيطاليا ومصر واسبانيا واليونان وكرواتيا.

وتحدث معظم الهجمات في الوطن العربي بمصر، والتي شهدت في السنوات القليلة الماضية سبع هجمات قاتلة قبالة سواحله

في مصر، تميل أسماك القرش في البحر الأحمر الى أن تكون أكثر خطورة من التي في البحر الأبيض المتوسط، بسبب الموقع المناخي الدافئ

أما فيما يتعلق بالمياه البحرية السورية ، فرغم وجود 50 نوعا من الأسماك الغضروفية ، ومنها 24 نوعا من أسماك القرش فلا داعي للخوف لان الأنواع الأربعة الخطرة المذكورة أعلاه غير موجودة في المياه الاقليمية السورية ، ولم تسجل حتى الآن أي حادثة اعتداء من قبل أسماك القرش ومن جهة أخرى ما زالت بقية الأنواع تعيش بعيدة عن الشاطئ. وبشكل عام أسماك القرش لا تقترب إلى الشاطئ.إلا في حالات استثنائية مثل تقديم الطعام في المناطق السياحية أو نثر دم المسالخ بهدف جذب اسماك القرش لتصوير أفلام فيديو أو أفلام سينمائية، أو تتبع حركات ألواح التزلج التي تعتقدها أسماك القرش أنها فريسة ، فرغم وجود 50 نوعا من الأسماك الغضروفية ، ومنها 24 نوعا من أسماك القرش فلا داعي للخوف لان الأنواع الأربعة الخطرة المذكورة أعلاه غير موجودة في المياه الاقليمية السورية ، ولم تسجل حتى الآن أي حادثة اعتداء من قبل أسماك القرش ومن جهة أخرى ما زالت بقية الأنواع تعيش بعيدة عن الشاطئ. وبشكل عام أسماك القرش لا تقترب من الشاطئ.إلا في حالات استثنائية مثل تقديم الطعام في المناطق السياحية أو نثر دم المسالخ بهدف جذب اسماك القرش لتصوير أفلام فيديو أو أفلام سينمائية، أو تتبع حركات التزلج..

وأخير فإن كل الخوف هو على أسماك القرش من تعدي الإنسان عليها وتطبيق الصيد الجائر عليها وليس العكس. مع تمنياتنا بسباحة ممتعة وآمنة لمرتادي البحر على كامل الشواطئ السورية.

 

*خبير في البيئة البحرية والتنوع الحيوي

(سيرياهوم نيوز1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رداً على تهديدات ترامب.. رئيس بنما يرفض مناقشة وضع القناة والرسوم على السفن الأميركية

  الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، يرفض إمكانية خفض الرسوم على السفن الأميركية في القناة، بعد تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.     قناة ...