آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » لمن تصفو الحياةْ؟!.

لمن تصفو الحياةْ؟!.

 

أحمد يوسف داود

 

(تَصفو الحياةُ لِجاهلٍ أَو غافلٍ

عَمّا مَضى منها وما يُتَوَقَّعُ)

كذا قالَ أَحدُ كِبارِ الشُّعَراءِ القُدامى، ومازِلْنا لم نَتعلّمْ مِنْ ذلكَ أَيَّ شَيءٍ مُفيدٍ، رَغمَ صِحَّةِ ماقالَهْ!.

وأَعتقدُ – من جِهَتي – أَنّنا لانُريدُ أَصلاً أَنْ نَتعَلَّمَ شَيئاً مُفيداً يُخالِفُ رَغَباتِنا العابرِةْ، فَهذِهِ – إن شِئْنا الدِّقَّةَ – هيَ، عُموماً، ماتُملي عَلَينا قَداستَها الباليَةَ التي نَدّعي لَها أَنّها صانِعةُ أَمْجادِنا الخُلَّبيَّةْ!.

ولَعلَّ الغالِبيّةَ مِمّنْ يَنشُرونَ على هذا الذي سمَّوهُ (الفَضاءَ الافتِراضيِّ) قد صاروا (شُعَراءَ أَو مُنَظِّرينَ!) لإتْحافِ القُرّاءِ (بالخَرائِدِ العَبقَريَّةِ) التي لايُجيدُ إِنْجازَها سِواهُمْ، فكأنَّما كلٌّ مِنهُم (نُسخَةٌ) عنْ الآخرِ، معَ بَعضِ (الاختِلافاتِ التّزيينِيّةِ) التي تُثيرُ السُّخرِيَةْ غالِباً!.

والغَريبُ هُنا هوَ أَنَّ عَديداً مِمّنْ كانوا يَخشَونَ أنْ يُظهِروا (خَرائِدَ إبداعِهم!) لِمَنْ كانوا قد صاروا مَشهورينَ عن جَدارَةْ، باتوا الآنَ يُسيطِرونَ على (الساحةِ الفيسبوكيَّةِ!) سَيطرَةً واسِعةً بحُكمِ تَفاهةِ أغلِب ماقد يَكتُبونَ منْ (شِعرٍ أو نَثرٍ!)، أَو مِنْ (تَنظيرٍ لَهُما!)، تُسارِعُ أَكثَريَّةُ (أَشباهِ الأمّيّينَ) إلى (الاندهاشِ الأُمّيِّ منْ رَوعتِهِ!) بشَكلٍ مُثيرٍ للسُّخريَةِ من قِبَلِ القُرّاءِ المُتَفهِّمينَ – ذكوراً وإناثاً – حيث هُمْ وهنَّ يَبتَعِدونَ إجْمالاً عن أيِّ تَعليقٍ إلّا في القَليلِ النّادرِ الذي تَفرِضُهُ المُجامَلةُ على وجه العُمومْ!.

ولأَنَّ المَجالَ الفيسبوكي تَمَّ إيجادُهُ للغَثِّ الكَثيرِ، وقليلاً: للجَيِّدِ المَقبولْ، ونادراً: لما هوَ عالي التَّميُّزْ، فإنَّ هذا الأَخيرَ رُبّما يأْنَفُ مَنْ يُنتِجونَهُ عَنْ إِظهارِهِ إلّا على نُدرَةْ، ورُبّما صَحَّ أنَّ القَولَ في هذا هوَ ماقالهُ السّيّدُ المَسيحُ عليه السّلامْ: (لاتَرموا خُبزَكم لأَبناءِ الكِلابْ)!.

وَهذِهِ العِبارَةُ هيَ من أَجلِّ وأَبدَعِ وأَدقِّ ماقد تَواترَ من قَولٍ في مِثلِ هذهِ الحالْ!.

ولَعلَّ هذا الشّاهِدَ هوَ خَيرُ مانَختَتِمُ بهِ هذهِ (الزاويةِ) التي قد لاتَسرُّ خاطرَ الكَثرةِ الغالِبةِ على هذا (المَجالِ الكِتابيِّ المَفتوحْ!.

(موقع سيرياهوم نيوز-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

يسألونك عن أمريكا؟!

  سمير حماد يسألونك عن أمريكا ؟ أخطبوط المال والأعمال والسياسة والأذرع الممتدة على امتداد الكرة الأرضية, حيثما ارتُكبت جريمة حرب أو تغيير سياسي أوانقلاب ...