لم يحصحص الحق ..و الباطل (زهوقا )؟!

سلمان عيسى

ذات مرة جلست مع مسؤول نافذ كثيرا .. لا يختلف احد ممن عرفه او جالسه على حسن اخلاقه ودماثته وحسن استماعه وتقبله للملاحظات .. تحدثنا في مختلف الامور التي تهم العباد، ومن جملة ما قلته ان وزيرا ما ينوي ( تبديل ) عامله في الولاية وانه تم فعلا الطلب لترشيح بديل عنه، وان التسريبات تؤكد ان من بين المرشحين شخص لا يتمتع بسيرة حسنة .. خاصة ان القطاع الذي سيديره واسع جدا ويتعلق عمله بحاجات كل المواطنين اليومية .. لا اخفيكم ان تفاؤلي وصل الى ابعد من التغذية الكهربائية .. ومشاكل المحروقات التي سببتها عنتريات ( العدالة والمساواة ) .. ذكرت بعض المشاكل التي سببها هذا الشخص من مصادرات لمواد ( موثقة ) وبيعها على حسابه، علما ان البت بمخالفتها يحتاج الى احكام قضائية .. لكن لا نعلم اي شخص كان يحاصص .. واكملت: لقد احيل هذا الشخص الى الجهات المختصة للتحقيق على سوء صنيعته واعماله .. ومن ثم سحبت الاحالة .. ويا دار ما دخلك شر ..
طمأنني انه لن يسمح بتمرير اسماء غير راض عنها .. ويمكنه الوقوف في وجه مجموعة ( التمرير ).. حمدت الله وشكرته مرة اخرى وتيقنت ان اسواق الولاية ستبقى محمية من جشع التجار والسراق .. وان لقمة الفقراء مصانة – محمية ولا يمكن ان تمسسها يد ..
غريب امر هذا الوزير الذي بدل بقرارات منفردة منه (خمسة بعيون الشيطان ) من عماله في اقل من عامين (هذه المرة بالتشاركية).. لدرجة تعتقد ان جميع ابناء الولاية اما فاسدون، او جهلة لا يعرفون تدبر امر اداراتهم .. او ان ( معاليه ) لا يحسن الاختيار ، ويعتمد مبدأ التجريب لأجل مزيد من ( التصويب ) ؟! ..
وقعت الفأس بالرأس وصدر الامر باستخدام صيغ مثل التكليف .. تسيير الامور .. وهذه من ضمن الصلاحيات القانونية، لكنها يفترض ان تمارس في حالات الضرورة القصوى .. وليس على الطالعة والنازلة .. لان ذاكرة الجمهور ليست يابسة .. مليئة بالتلافيف التي تختزل تفاصيل الاشخاص .. مسؤولون او عوام .. والتاريخ يسطر ايضا افعالنا بحسنها وسوئها
خاطبنا معاليه ذات مرة ان كثرة التغييرات في هذا الموقع تساهم في فلتان الاسعار وعدم السعي لضبطها لان العين حينها ستكون على الكرسي وليس على الاسواق لكن تعلمنا ان الحق يحصحص في كل بقاع الدنيا .. المفاجأة ان الحق هذه المرة لم يحصحص.. رغم التسليم بأن ( الباطل كان زهوقا ) ..
(سيرياهوم نيوز ٤-خاص بالموقع)