آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » لن تدوم لـ«الوفاق»

لن تدوم لـ«الوفاق»

مها سلطان  2020/06/11

في ليبيا، لن تدوم لـ«حكومة الوفاق».. والأسباب لا علاقة لها بالقوة أو الضعف، بتقدم طرف وانحسار طرف، أو بالمساحة المُسيطر عليها، بل لأن المعادلة /المؤامرة/ المُرادة لليبيا لا تستقيم مع تقدم أو انتصار طرف، بل على معادلة «لا منتصر.. لا مهزوم» بهدف أن تبقى نهباً لاقتتال لا ينتهي يستنزف طاقاتها البشرية والاقتصادية عاماً بعد عام حتى تغدو بلا حول ولا قوة.

لا شك أن التدخل التركي العدواني المباشر في ليبيا إلى جانب ما يسمى “حكومة الوفاق” التي يقودها فايز السراج، أفسح لها أن تتقدم على الأرض بصورة متسارعة لتسيطر على جغرافيا مؤثرة، وهذا أمر وإن كان لا بد من الاعتراف به فهو بالمقابل غير حاسم في تحديد من هو المنتصر النهائي.. لماذا؟

1- لأن الكثير من الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لن تسمح لتركيا أردوغان أن تكسب دوراً إستراتيجياً في ليبيا، حتى وإن كان ما تظهره لا يعكس ذلك. بالنسبة لهذه الأطراف فإن تركيا ليست سوى «مرحلة مؤقتة» في ظل الانشغال الدولي بأزمة كورونا (ولا يهم هنا أن تركيا تدعم الطرف الذي تعترف الأمم المتحدة به، أي حكومة الوفاق، هذا الاعتراف قيمته صفر في ميزان الصراع الدولي على ليبيا، وعلى تركيا ألا تُمني نفسها بالكثير، ففي لحظة يمكن لهذه الأطراف أن تسلبها كل ما كسبته في ليبيا).

2- لأن العديد من دول الجوار والدول الإقليمية لن تسلم بمسألة النفوذ التركي في ليبيا، وليس من المرجح أنها ستقف عند حدود إطلاق التصريحات والتحذيرات فقط.

3- لأن الطرف الآخر-أي الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر- لا بد أن يرد، ويستعيد ما خسره، وهذا أمر ربما لن يتأخر، إنها مسألة وقت قصير فقط قبل أن تبدأ الهجمات المرتدة.

أما مسألة أن الجيش الوطني الليبي “سيخرج من المعادلة الليبية في أي لحظة”، كما يقول أردوغان، فهذه أوهام تملأ رأسه وتجعله ينسى أن المعادلة في ليبيا دولية وليست داخلية.

أين الأمم المتحدة من تطورات ليبيا؟

موجودة كالعادة، “تقلق وتحذر وتأسف”، وتستمر في الدعوة “لإسكات صوت السلاح واستئناف التفاوض”.

هذا هو حال ليبيا، وسيستمر طالما بقيت في عين الأطماع الدولية.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل حان دور سورية في حرب التدمير والابادة؟

  ميخائيل عوض تزداد مناسيب القلق على سورية ومستقبلها وتكثر التسريبات والتحليلات عن خطط اجتياحها. فاين تذهب الامور؟ وما هي المعطيات؟ نتنياهو اعلن حربا وجودية ...