“لن ننسحب من محور فيلادلفيا لا بعد 42 يوما ولا بعد 42 عاما”.. ماذا وراء تصريحات نتنياهو المستفزة لمصر؟ وهل انطوى خطابه على اتهام لها؟ وإلى متى سيظل الرد عليها بـ”الكلام” عبر مصدر رفيع؟

“لن ننسحب من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر لا بعد 42 يوما ولا بعد 42 عاما” كلمات وردت أمس في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبرها الكثيرون منطوية على استهانة واستخفاف بمصر، مطالبين بالرد الحازم عليها فعلا لا قولا.

نتنياهو قالها صراحة: «خلال فترة الرئيسين مبارك ومرسي، كانت هناك عمليات تهريب كبيرة للأسلحة إلى غزة عبر الأنفاق مع رفح، وخضنا عدة حروب لمواجهة ذلك»، وهو ما دفع خبراء ومحللين للرد عليها وتفنيدها.

الرد على خطاب نتنياهو جاء عبر مصدر مصري رفيع المستوى الذي أكد لقناة القاهرة الإخبارية رفض مصر القاطع لوجود إسرائيل في ممر صلاح الدين “فيلادلفيا”.

اقتصار الرد على كلام منسوب لمصدر رفيع المستوي لم يشف غليل الكثيرين الذين طالبوا بأن يأتي الرد من الرئاسة المصرية أو الخارجية على أقل تقدير.

الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج يؤكد أن نتنياهو في أزمة كبيرة لاسيما بعد مقتل الرهائن الست، مشيرا إلى أن كل إسرائيل تقف ضده الآن، وبات في موقف لا يحسد عليه.

وفنّد فرج في تصريحات إعلامية ما ذكره نتنياهو فيما يتعلق بالأموال التي حصلت عليها حماس بقوله إن قطر شهريا تقدم لحماس نحو ٣٠ ألف دولار عبر مندوب قطر في إسرائيل، مشيرا إلى أن كل هذه الأموال تعلم بها إسرائيل ومعلنة.

وقال إن هذه الأموال تذهب إلى حماس في حراسة الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن هذا الأمر يحدث منذ 2007.

وفيما يتعلق بما ذكره نتنياهو من تمرير السلاح عبر مصر، قال فرج إن الجميع يعلم أنه منذ مجيء الرئيس السيسي تم تدمير كل الأنفاق الموصلة إلى غزة.

وقال إنه تم إنشاء رفح المصرية الجديدة بعد أن كانت رفح المصرية ملاصقة تماما لرفح الفلسطينية.

وعن تصريحات نتنياهو المستفزة بشأن بقاء إسرائيل في ممر فيلادلفيا، قال فرج إنه يحاول التبرير لشعبه عدم التوصل لاتفاق سلام والهروب مما يحيط به من أزمات داخلية.

من جهته قال الإعلامي مصطفى بكري إن خطاب “النتن ياهو” أمس وإصراره علي استمرار احتلال محور فيلادلفيا يصعد من درجة التوتر بين مصر وحكومته.

ويضيف أن مصر لن تقبل باستمرار الاحتلال ، لأن ذلك يمثل انتهاكا لما نص عليه الملحق الأمني الموقع عام 2005، والذي يعد أحد ملاحق اتفاقية السلام 79، مشيرا إلى أن الخطاب تميز بوقاحة وغرور شديدين، وهذا هو عنوان النهاية.

ويختتم مؤكدا أن إصرار” النتنياهو” على أن تهريب السلاح إلي حماس يتم عبر مصر، هو ادعاء كاذب، لاتسنده أية دلائل حقيقية، ومحاولة للبحث عن حجة واهيه تضمن له الاستمرار في السيطرة علي المحور .

البحث عن نصر وهمي

محللون يؤكدون أن نتنياهو مهزوم، مهما استعرض بقواته، ويتخبط ذات اليمين وذات الشمال باحثا عن نصر وهمي.

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم