المطران عطا الله حنا
لن تنجح مخططات ترامب الهادفة لتهجير الفلسطينيين من ديارهم ويبدو ان هذا الرئيس الأمريكي لا يعرف شيئا عن الفلسطينيين سوى ما يلقن له من بعض معاونيه ومستشاريه وهو يتحدث بطريقة غريبة فيها مزيج من العنصرية والغباء والوقاحة الملفتة للنظر .
وقد كان هذا واضحا في المؤتمر الصحفي الذي عقد في البيت الأبيض مع الملك الأردني ، وقاحة وعنجهية لا حدود لها وهو يتحدث وكأنه الامر الناهي وهو الذي يقرر مصائر الشعوب .
ان تصريحات ترامب الأخيرة حول التهجير لاقت رفضا قاطعا من كافة الدول العربية والعالمية حتى تلك التي تربطها علاقات جيدة مع أمريكا ، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ان ترامب وجماعته في مكان والعالم بأسره في مكان اخر.
وبات الكثيرون في هذا العالم يطالبون بحل عادل للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام المنشود ومن الملفت للنظر ان كلمة السلام لم ينطق بها ترامب لان ما يريده هو استسلام الفلسطينيين والعرب وليس تحقيق السلام المبني على العدالة والكرامة الإنسانية ..
أقول لترامب بأن كلماتك لا تعني لنا شيئا على الاطلاق وتصريحاتك لا قيمة لها فهي هباء منثورا فالفلسطينيون هم الذين يقررون مصيرهم وهم الذين يحددون مستقبلهم وليس القابع في البيت الأبيض الذي نصب ذاته سلطانا على البشرية.
الفلسطينيون قالوا وهم يؤكدون اليوم اكثر من أي وقت مضى بأنهم متمسكون بانتمائهم الوطني وبعدالة قضيتهم ولن يكون هنالك تهجير جديد لا بل الذين هجروا ونكبوا عام 48 يجب ان يعودوا الى وطنهم .
ان إسرائيل تستمد قوتها من الحالة العربية التي يسودها الوهن والضعف ونحن كنا وسنبقى نتمنى بأن يتبدل الحال العربي نحو ما هو افضل ، فما تريده أمريكا ورئيسها ليس قدرا لا يمكن رفضه وإسرائيل ليست هي القوة العاتية التي لا مثيل لها فقوتها مستمدة من الحال العربي الذي كنا وسنبقى نتمنى ان يكون في حال افضل ، وسنبقى ننادي بأن يكون في حال افضل .
لا نتوقع بأن تتغير السياسة الأمريكية اذا لم يتبدل الحال العربي والعرب قادرون على التغيير وعندهم المقومات المطلوبة من اجل التغيير ولكنهم بحاجة الى الإرادة والقوة والمواقف الصلبة لكي يقولوا لا لهذا المستعمر المستبد القابع في البيت الأبيض والذي يظن انه سيد العالم .
*رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس*
(أخبار سوريا الوطن ٢)