لوحات مضحكة ..!؟

سلمان عيسى

أعلنت في إحدى المقاطعات البحرية ذات الطبيعة الخلابة والتي تضيع فيها التسميات.. والتصنيفات، عن مسابقة للرسوم الكاريكاتورية تعكس واقع هذه المقاطعة، على أن يقوم المعنيون فيها باختيار وانتقاء المواضيع التي ستدخل في المسابقة و أن توضع الرسوم الفائزة على إحدى مداخل المقاطعة .. أو في الاماكن التي تناسب هذه اللوحة أو تلك ..

طلبوا أولا رسم حبة بطاطا .. وبدأ المشاركون بإرسال ما تفتق عنه ذهنهم .. كان اكثر الرسوم غرابة تلك التي منحتها لجنة الحكم العلامة التامة .. وبالتالي تعتبر اللوحة الفائزة، وهي عبارة عن أعمدة مستوحاة من مدينة افاميا الأثرية، لكن الفرق هو تحويل تيجان تلك الأعمدة إلى رؤوس ملساء مدببة يجلس عليها أشخاص تظهر عليهم علائم الشقاء والبراءة .. ويبدو أنهم منتوفي( الريش ) .. ويتضح أيضا على قاعدة الأعمدة ملامح لمؤسسة حكومية .. ملثمون ويرتدون ألبسة سميكة في إشارة من الرسام أنهم خارجون من موجة صقيع قاسية أضاعت أحكامهم على منتج غذائي يعتبر أساسيا لسكان المقاطعة و كل سكان المقاطعات الأخرى..

احتارت اللجنة اين تضع هذه اللوحة .. فإذا وضعت على الواجهة البحرية تتلف خلال وقت قصير بتأثير الرطوبة حيث سيصيبها البلل مثلما أصاب الكثير من القرارات التي صدرت لتنظيم تلك الواجهة .. بما فيها قرارات اللجنة الإقليمية التي تحكمت بها وزارة بعينها رغم أنه لا ناقة ولا جمل لها بهذا الموضوع ..

المهم وبعد نقاشات جادة اتفق على وضع اللوحة في أحد السهول الزراعية ليتذكر اهل ذلك السهل أن لايثقوا بتلك المؤسسة في المواسم القادمة ..

بعدها طلبت اللجنة رسماً لمصنع العصائر الطبيعية التي تعتمد على البرتقال مادة أساسية لمنتجها النهائي .. كانت المفاجأة أن أكثر لوحة تعبر عن الحالة، تلك اللوحة التي بينت حطام للوحة دلالة تتكئ على عكاز وحولها أكوام من البرتقال الذي اصابه العفن، مكتوب عليها ( اخي الفلاح .. ما هو ذنبي ..) ..بعدها تواردت الرسومات .. منها شيئ يمثل الزراعات المحمية على شاكلة كومة من الحديد مغطاة بشرائح نايلون وهي تصرخ ( لله يا محسنين ..) ..

أبقار نافقة.. ودجاج منتوف الريش يركض في عز البرد يبحث عن بعض قطرات المازوت بعد أن منعت الجهات المعنية تزويد المداجن غير المرخصة بالمازوت بالسعر الحر ..

عندما طلب منهم التعبير عن رفع اسعار الاسمنت مئة بالمئة .. رسم أحدهم ادراج واسقف مهشمة يقف تحتها أشخاص يضعون على رؤوسهم اطباقا للحماية .. وآخر رسم كهنة معبد آمون وهم عاجزون عن تعبير رؤيا آمون بوجود مئات من المدن والقرى يعيش أهلها في العراء رغم محاولة عزيز مصر بوضع الكثير من الأقمشة في سماء طيبة ليقي أهلها من الحر والبرد …

لكن اهم لوحة نالت إعجاب الرسامين، تلك اللوحة التي رسمتها اللجنة المنظمة للمسابقة، وهي تمثل شخصا يحمل لوحة كتب عليها .. ( تلغى المسابقة نظرا لقساوة المشاهد ) .. وهي اللوحة التي فازت في المسابقة .. لكن الملفت هو عدم تحديد مكان لتثبيت اللوحة، بل اتفق على أن تدور في كافة المقاطعات .. ؟!

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع14-5-2022)