يُعد شرب الماء من أهم العادات الصحية التي يحاول كثير من الناس الالتزام بها، لكن السؤال الأكثر شيوعاً حول هذا الموضوع هو: كم كمية الماء التي يحتاجها الجسم فعلاً؟ والإجابة ليست واحدة للجميع، إذ تختلف بحسب العمر، والنشاط البدني، والمناخ، والحالة الصحية.
أهمية الماء للجسم
يشكل الماء حوالي 60% من وزن الإنسان، ويعيش داخل خلايا الجسم، وبينها، وفي مجرى الدم. يقوم الماء بوظائف حيوية، منها:
تخفيف ارتجاج الأعضاء والمفاصل.
نقل العناصر الغذائية والهرمونات.
التخلص من الفضلات عبر البول.
الحفاظ على درجة حرارة الجسم.
كما يعمل الماء بالتعاون مع الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد لضمان عمل العضلات والأعصاب بشكل سليم، والحفاظ على ضغط الدم. نقص الماء يؤدي إلى تقلصات عضلية، دوخة، عدم انتظام ضربات القلب، وإرهاق الدماغ، في حين يمكن أن يتسبب الإفراط في شرب الماء دون موازنة مع الصوديوم في مشاكل خطيرة مثل الغثيان، الارتباك، وحتى النوبات.
كم من الماء تحتاج يومياً؟
لا توجد قاعدة واحدة تناسب الجميع. إذ يشير الدكتور جامين براهمبات، طبيب المسالك البولية، إلى أن ما يهم فعلياً هو كمية البول التي تنتجها، وليس فقط كمية الماء التي تشربها.
للرجال: حوالي 3.7 لتر يومياً (125 أونصة) من جميع المصادر، بما في ذلك الطعام.
للنساء: حوالي 2.7 لتر يومياً (92 أونصة).
ويعد إنتاج 2.5 لتر من البول يومياً مؤشراً جيداً على الترطيب الكافي، ويقلل من خطر تكوّن حصوات الكلى. وتختلف احتياجات الماء بحسب حجم الجسم، مستوى النشاط، المناخ، والأدوية المستخدمة.
فحص بسيط للترطيب
يمكنك متابعة لون البول لمعرفة مستوى الترطيب:
اللون الأصفر الباهت يشير عادة إلى ترطيب جيد.
اللون الداكن قد يدل على نقص الماء، مع مراعاة أن بعض الفيتامينات والأطعمة قد تغير اللون.
مواقف تتطلب شرب المزيد من الماء
تزداد حاجة الجسم للسوائل في حالات مثل:
الجو الحار أو الرطب.
ممارسة تمارين رياضية طويلة.
الإصابة بالحمى، الإسهال، أو الغثيان.
السفر إلى مناطق مرتفعة.
تناول وجبات مالحة.
وفي الطقس الحار، يُنصح بشرب 8 أونصات كل 15 إلى 20 دقيقة، مع عدم تجاوز 1.5 كوارت في الساعة لتجنب انخفاض الصوديوم في الدم.
الترطيب وصحة المسالك البولية
الترطيب الكافي يقلل من خطر التهابات المسالك البولية. في دراسة سريرية، النساء اللواتي زدن استهلاكهن للماء بمقدار 1.5 لتر يومياً تعرضن لنصف عدد الإصابات بالعدوى مقارنة بالمجموعة الضابطة، واحتجن إلى جرعات أقل من المضادات الحيوية.
مخاطر الإفراط في شرب الماء
الإفراط في الماء قد يؤدي إلى حالة تُعرف بـ نقص صوديوم الدم المرتبط بالتمارين، خصوصاً عند رياضيي الماراثون الذين يشربون كميات كبيرة من الماء دون تعويض الأملاح. كما يجب على مرضى الكلى أو قصور القلب توخي الحذر الشديد، لأن زيادة السوائل قد تسبب تورماً وضيقاً في التنفس واختلالاً في توازن الأملاح.
نوع الماء الأمثل
الماء العادي كافٍ لترطيب الجسم، لكن المشروبات مثل القهوة والشاي أيضاً تسهم في الترطيب بكفاءة تقريباً مساوية للماء. لا حاجة للتركيز على نوع المياه التجارية؛ فالأهم هو شرب الكمية المطلوبة. لإضافة المتعة، يمكن وضع عصرة ليمون أو شرائح فاكهة أو بضع قطرات من محسنات النكهة.
الترطيب الصحيح يعتمد على:
مراقبة لون البول.
شرب الماء بانتظام وفق النشاط والحرارة المحيطة.
موازنة السوائل مع الإلكتروليتات.
القاعدة الذهبية: أفضل ماء هو الذي ستشربه بانتظام طوال اليوم، بغض النظر عن نوعه أو مصدره.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم