ما هي طبيعة المناقشات التي يتطلع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الى مناقشاتها في اطار الشراكة والتعاون في منطقة الشرق الاوسط؟.
هذا هو السؤال الذي يطرح بقوة بين المراقبين في عمان والقاهرة على هامش إعلان البنتاغون الامريكي عن زيارة مفاجئة سيقوم بها وزير الدفاع اوستن الى الشرق الاوسط وتشمل إسرائيل ومصر والاردن خلال الايام القليلة الحالية.
وهي الزيارة التي تسبق عمليا النسخة الثانية من قمة العقبة الامنية حيث تلتقي الاطراف المعنية في القضية الفلسطينية في شرم الشيخ يوم السابع من الشهر الجاري.
الناطق باسم البنتاغون تحدث عن تطلع الوزير أوستن الى مناقشات مع القادة في المنطقة تهدف الى دعم وتعزيز الشراكات والتعاون مع الولايات المتحدة.
وهنا اشارة مباشرة الى ان وزير الدفاع الأمريكي يريد ان يلتقي بالقادة بما فيهم بنيامين نتنياهو والملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ،الأمر الذي يعني بان التداعيات الاخيرة في الاراضي المحتلة وتحت العنوان الذي تصر اوساط السياسية في واشنطن على تكربسه وهو كنس الاخطاء والمشكلات الشرق الاوسط تحت السجادة هي محور النقاشات التي يمكن ان يجريها وفد رفيع المستوى من البنتاغون يرافق الوزير اوستن بعد إخفاق العملية بسبب اليمين الاسرائيلي.
وأغلب التقدير هنا بان وزير الدفاع الامريكي يحضر في اتجاه مهمتين مفترضتين حسب تقرير دبلوماسي عميق عن احدى السفارات الغربية في العاصمة المصرية اشارة الى ان زيارة اوستن للمنطقة هدفها او التركيز على مسالتين.
أولا دعم وتعزيز والعمل على إنقاذ الخطة الأمنية التي تقدم بها وزير الخارجية توني بلينكن و مستشار الأمن القومي جاك سوليفان تحت عنوان التهدئة في الاراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا وان وزارة الدفاع تريد ان تدخل على الخط هنا بعد المناورة الاخيرة والترتيبات العسكرية التي اجراها جيش الدفاع الاسرائيلي او جيش الاحتلال الاسرائيلي في المناطق المحتلة وسط الانباء والتقارير التي تتحدث عن تحفظ أمريكي على خطط وزاة الدفاع الاسرائيلية بخصوص اعادة الانتشار والتموضغ في الضفة الغربية في البعد العملياتي على حساب السلطة الفلسطينية والاجهزة الامنية لفلسطينية.
في الهدف الثاني إشارات مبكرة على ان ما يمكن ان يبحث هو التصعيد العسكري المحتمل على الجبهة مع ايران حيث خطة طوارئ من البنتاغون ابلغت بها الدول الحليفة مثل مصر والاردن والامارات في وقت سابق.
وفكرتها ان عدم إستئناف المفاوضات السلمية حول الملف النووي الايراني يعني الإستعداد لكل السيناريوهات التصعيدية بما في ذلك السيناريو العسكري.
ويعني ذلك بلغة مصادر سياسية دبلوماسية مصرية بان الفرصة متاحة للتصعيد ووزير الدفاع الأمريكي يحضر الى المنطقة لتجهيز دولها الحليفة لبلاده في اطار تصعيدات محتملة ضمن سيناريوهات موضوعة في البنتاغون تحت العنوان العسكري في مواجهة ايران.
ويبدو ان ما يسوق لمثل هذه الترتيبات هو الاشارات التي تبرز عبر تقارير إعلامية مكثفة ركزت خلال اليومين الماضيين على ان القوة النووية الايرانية رفعت بعد الغاء الولايات المتحدة للاتفاق النووي من نسبة تخصيم اليورانيوم بطريقة مقلقة جدا.
بعض الدول الحليفة مثل مصر والاردن تساورها بعض مشاعر القلق وأغلب التقدير ان وفد البتتاغون رفيع المستوى سيحاوة تبديد القلق ووضع الدول الحليفة بصورة الرغبة في التصعيد العسكري مع إيران بهدف التفرغ للحرب الروسية والأوكرانية.
بكل حال وزير الدفاع الأمريكي يحضر الى الدول صديقة للتأكد من واجبات القواعد العسكرية الامريكية في الأراضي الاردنية وللتوثق من خطط الجيش الاسرائيلي في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية ومعرفة ما اذا كانت حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة خطط مبالغ فيها يمكن ان تربك خطط الادارة الامريكية وبرنامجها في التهدئة اكثر من حجم الارتباك الحالي بالاضافة الى الاطمئنان على وضع مصر حصريا في حال حصول اي سيناريوهات للتصعيد على واجهة إيران والخليج.
وعلى هذا المنوال يقدر خبراء ومراقبون في العاصمة واشنطن بان زيارة اوستن في الشرق الاوسط ولدول المحور الامريكي فيها حصريا في غاية الاهمية مرحليا .
و سيتم خلالها تبادل التقديرات والمعلومات والتقييمات خصوصا وان الملفات السياسية في اطار التعاون العسكري حصرا والمساعدات لهذه البلدان الثلاث يمر عبر فلاتر البنتاغون والطاقم الذي يعمل مع الوزير اوستن والذي ظهر في اكثر من منطقة متوترة مؤخرا بما في ذلك جنوب الصين وفي زيارات ذا بعد وتلغيز سياسي لا تقتصر على الابعاد المرتبطة بلقاء القادة ومناقشتهم تحت عنوان الشراكة وتعزيز التعاون
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم