آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » ليالي الأنس في سوريا الجديدة: التكفيري لا يغيّر جلده!

ليالي الأنس في سوريا الجديدة: التكفيري لا يغيّر جلده!

 

 

شهد أحد النوادي الليلية (ليالي الشرق) في قلب دمشق حادثة اعتداء عنيفة، إذ اقتحم رجال مسلّحون وملتحون المكان، واعتدوا بالضرب على العاملين والزبائن من رجال ونساء، مستخدمين السلاح. وأجبروا الجميع على الخروج بالقوة. الفيديو الذي التقطته كاميرا مراقبة انتشر بسرعة على وسائل التواصل، وأظهر مشاهد لنساء يتعرّضن للضرب ويُطردن شبه عاريات من المكان.

 

بعد ساعات من انتشار الفيديو، أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً أكدت فيه على توقيف عدد من العناصر العسكريين الذين ظهروا في التسجيل، وتحويلهم إلى القضاء، مشدّدة على أنّ «أي تجاوز ضد المواطنين سيُواجه بإجراءات قانونية صارمة».

 

وفيما اعتبر بعضهم أنّ هذه الأماكن قد تكون «واجهة دعارة مقنّعة»، استحضر آخرون تاريخ تنظيم الدعارة في سوريا قبل عهد «حزب البعث»، حين كانت الدولة تُشرف عليها صحياً وأمنياً، كما في حي «بحسيتا» في حلب، الذي يُقال إن عبد الحميد السراج، حاكم دمشق أثناء الوحدة مع مصر، كان من روّاده.

 

فتحت الحادثة نقاشاً واسعاً بين السوريين: مَن يحقّ له فرض ما يُعدّ «أخلاقياً»؟ وهل تُبرّر الشبهات أو طريقة اللباس استخدام العنف ضد النساء؟ في هذا الإطار، انتشر تعليق لعارف الشعال، أحد حقوقيّي دمشق المعروفين، الذي كتب على حسابه على فايسبوك بأنّ «لباس إحدى النساء الضحايا يثبت وقوع جرم مشهود بممارسة الدعارة»، في إشارة إلى تعرّض راقصة للضرب داخل غرفة تبديل الملابس وطردها بالقوة شبه عارية. ردود أفعال حادة جاءت على منشور المحامي، لا سيما بعد تذكير بعض الناشطين بموقفه المدافع سابقاً عن وزير العدل السابق، الذي ظهر في فيديو وهو يأمر بإعدام ميداني لامرأتين شمالي سوريا.

 

من جهتهم، أكد شهود ومصادر من داخل النادي بأنّ المكان مرخّص من وزارة السياحة، ويقدّم عروض غناء ورقص، ويضمّ عاملات بعقود رسمية، وليس مكاناً خارجاً عن القانون كما صُوّر في الحادثة.

 

في السياق نفسه، أشارت إحدى الصحافيات إلى أنّ «حادثة اقتحام النادي الليلي قد تمثّل نموذجاً لما يُعرف بـ «الإنكار المعقول» و«العنف بالوكالة»، إذ تلجأ السلطات إلى مجموعات غير رسمية لفرض السيطرة خارج القانون، من دون تدخل مباشر منها. بهذه الطريقة، تفرض الدولة معاييرها الأخلاقية أو السياسية عبر العنف غير الرسمي، ثم تتنصل من المسؤولية، عبر محاسبة شكلية حين تنكشف الانتهاكات».

 

ومن بين ردود الأفعال الساخرة، كتب أحدهم تعليقاً أشار فيه إلى أنّ «الجانب الإيجابي في الفيديو أنّ الجميع أكل ضرب من دون ما يسألوه عن طائفته… وهذا دليل على اللحمة الوطنية!»، في إشارة ساخرة إلى تجاوز الطائفية، بعد أشهر من حوادث أمنية ذات طابع طائفي شهدتها مناطق سورية مختلفة.

 

وجاءت الحادثة بعد أسابيع من نقاشات محتدمة حول أماكن تقديم المشروبات الروحية، وسط تصاعد واضح في وتيرة الخطاب المتشدد داخل المؤسسات السورية الرسمية وخارجها.

 

وأعادت الحادثة إلى الأذهان ما طرحه مسلسل «شارع شيكاغو» (2020) للمخرج محمد عبد العزيز، الذي سلط الضوء على وجهٍ آخر لدمشق، بعيد من التديّن أو الخطاب الحزبي الرسمي، وهو عالم الملاهي الليلية والحياة السرّية التي دائماً ما كانت جزءاً من نسيج المدينة، لكنها ظلت محجوبة عن العلن. وقدّم المسلسل قراءةً فنية لدمشق المتعددة، تلك التي يعيش فيها التناقض بين الانفتاح والتقييد، بين الترخيص الرسمي والرفض المجتمعي.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هجوم إسرائيلي جديد يستهدف قاعدة عسكرية في حماة السوريّة

  في هجوم إسرائيلي جديد على الأراضي السورية، شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على ثلاثة مواقع في محافظة حماة، بحسب ما أفادت “القناة 13 الإسرائيلية”.   ...