انطلقت الفنانة التشكيلية ليال بو حسن ابنة محافظة طرطوس نحو الفن بخطا واثقة، تحمل في قلبها شغفاً لا يهدأ، فاختارت الريشة وسيلة للتعبير، ووجدت في الرسم مساحة للبوح والبحث عن الذات.
موهبة منذ الصغر
حظيت بو حسن منذ الطفولة، وفي المرحلة الابتدائية، بتشجيع كبير من معلماتها وأهلها كما أكدت لصحيفتنا «الحرية»، وفي الإعدادية وجدت نفسها بين الألوان والريشة والقلم، فبدأت برسم الطبيعة، واشتركت بعدة معارض على مستوى المدرسة، وكرمت من أكثر من جهة، وتنقلت ما بين قلم الرصاص والريشة واللوحة، يتملكها شعور أنها ستكون في الصدارة يوماً ما.
تأثير البيئة
وبينت بو حسن أنها من بيئة مملوءة بالجمال والينابيع والمياه والطبيعة، وقد تكون هناك جينات ومورثات تنمو في داخلنا، فهي ترسم بأي مكان ولكن تفضل الطبيعة ، وقد شكلت البيئة المكانية والثقافية خلفية وجدانية وجمالية عميقة تركت بصمتها على رؤيتها الفنية ، لافتة إلى أنها لا تحب أن تقيدها مدرسة، فهي ترسم بكل الاتجاهات، والموضوع الذي تحب رسمه هو من يحدد المدرسة ، واختارت البورتريه وسيلة للتعبير لأنها تستطيع من خلاله إبراز المشاعر الإنسانية والهوية الشخصية، والتعبير عن الذات، إضافة إلى توثيق الملامح والزمن بطريقة فنية تعبر عن الجمال والإحساس.
أدواتها في الرسم
وأشارت إلى أن الفرق بين الرسم بالرصاص والأزرق والزيتي هو أن الرصاص دقيق وهادئ، ويركز على الشكل والظل، ويعطي تحكماً عالياً، بينما الرسم بالأزرق يتسم بأنه سريع وانسيابي، يعكس المشاعر والضوء ولكن يصعب تصحيحه، أما الزيتي فهو غني وبطيء، ويسمح بالتعديل والملمس، كما يعطي عمقاً ودراما.
وتؤكد بو حسن أن ملامح الوجه يمكن أن تكشف ما لا يقال أكثر من أي كلمة، فالخط البسيط حول العين، ميل الشفاه، أو ظل خفيف قرب الجبين، كلها تستطيع أن تنقل حزناً أو سكينة أو قلقاً دون تصريح، فالفنان لا يرسم الملامح فحسب، بل يرسم ما بين الخطوط، المشاعر الصامتة التي لا يعبر عنها اللسان.
الرسم الواقعي هو ميولها، لأنه يبني جسراً للتواصل مع الناس، ويصور حياتهم اليومية، ويجسد المشاعر الإنسانية في العمل.
مشاركاتها الفنية
شاركت في عدة معارض، في دمشق واللاذقية وطرطوس، مع مجموعة من الفنانين، وحازت العديد من الميداليات وشهادات التقدير، وتنتظر حلمها في إقامة معرض فردي على مستوى سوريا.
تعليم الأطفال
تقول بو حسن: إن الفنان يعلم الأطفال الفن لنقل شغفه، وتنمية إبداعهم وإلهامهم التعبير عن أنفسهم، كما يستفيد هو من طاقة الأطفال وأفكارهم الجديدة، عدا عن أن الفن يساعد على بناء ثقة الطفل بنفسه، وفي الوقت نفسه الفن بالنسبة لها مصدر لتوفير دخل مستقر.
وتصف الفن بأنه انعكاس للذات أكثر مما هو هروب منها، فعندما ترسم، تعبر عما تشعر به في داخلها، عن أفكارها، وذكرياتها، وحتى مخاوفها، وكل لوحة تحمل جزءاً منها. ومع ذلك أحياناً يكون الفن وسيلة للهروب المؤقت من ضجيج الواقع، لكنه في النهاية يعيدها إلى نفسها بشكل أعمق.
وختمت بو حسن بأن اللوحة الأقرب إلى قلبها هي تلك التي رسمتها في لحظة صادقة من المشاعر، وعبرت فيها عن الحنين والهدوء في آن واحد، مستخدمة ألوانها المفضلة التي تعكس طاقتها الداخلية، تلك اللوحة التي تمثلها بصدق، وتشبهها أكثر من أي لوحة أخرى، فهي ليست مجرد عمل فني، بل ذكرى وقطعة من روحها.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية